الاعتقاد السائد لدى كثيرين هو أن الحمل هو الوقت الذي تكون فيه زيادة الوزن أمراً لا مفر منه. بعد كل شيء ينمو بداخلك طفل سيخرج بوزن متوسط يبلغ سبعة أرطال إذا تم حمله إلى المدى الكامل، وفقاً لمركز جامعة روتشستر الطبية. لا ترجع زيادة وزن الحامل بوزن الطفل فقط، بل ترجع إلى وزن المشيمة، وتضخم الثديين، والسائل الأمنيوسي، وزيادة حجم الدم، والمزيد يساهم أيضاً في زيادة الأرقام على الميزان صعوداً، كما توضح Mayo Clinic. تعتمد التوصيات الحالية لزيادة الوزن أثناء الحمل، على مؤشر كتلة الجسم وعدد الأجنة.
بالنسبة للمرأة الحامل التي تحمل طفلاً واحداً بمؤشر كتلة الجسم أقل من 18.5، فإن زيادة الوزن الموصى بها تتراوح من 28 إلى 40 رطلاً، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC). بالنسبة لمؤشر كتلة الجسم بين 18.5 و24.9، ينخفض هذا إلى ما بين 25 و35 رطلاً. يجب أن يكتسب الشخص الذي لديه مؤشر كتلة الجسم من 25 إلى 29.9 نحو 15 إلى 25 رطلاً، بينما يجب أن يكتسب الأشخاص الذين لديهم مؤشر كتلة الجسم أكثر من 30، ما بين 11 و20 رطلاً. يعتبر مقدار الوزن المكتسب أثناء الحمل مهماً، لأنه يمكن أن يحدد ما إذا كان الطفل سيولد صغيراً جداً أو كبيراً جداً، وكلاهما يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات أثناء الولادة وبعدها مباشرة.
إذا بدأت حملك بوزن أعلى، فقد تتساءلين عما إذا كان من الممكن إنقاص وزنك بدلاً من اكتسابه، ولكن قد تكون محاولة إنقاص الوزن أثناء الحمل محفوفة بالمخاطر.
يعتبر الوزن الصحي في أثناء الحمل أمراً مثالياً، لأنه يمنع بعض المضاعفات المحتملة، وفقاً لـHealthline. على سبيل المثال، إذا كانت المرأة الحامل تعاني من السمنة، فإن هذا يعرّضها لخطر أكبر للإصابة بسكري الحمل والجلطات الدموية. كما يمكن أن يؤثر سلباً على الطفل، مما يعرّضه لخطر ولادة جنين ميت، والولادة المبكرة، وتطور عيوب القلب. يُتوقع حدوث بعض زيادة الوزن في أثناء الحمل حتى بالنسبة لأولئك الذين يبدؤون بمؤشر كتلة جسم أعلى، ولكن قد لا تكون المحاولة النشطة لفقدان الوزن هي الطريقة الأكثر أماناً دائماً.
نظراً إلى أن معظم أنظمة إنقاص الوزن تدور حول تقييد النظام الغذائي، فإن الحمل ليس أفضل وقت لمحاولة تقليل السعرات الحرارية، كما يوضح Baby Center. يحتاج الطفل النامي إلى ما يكفي من السعرات الحرارية والمغذيات لينمو بشكل صحيح، كما أن الحميات الغذائية التي تشجع القيود أو التخلص من المغذيات الكبيرة الرئيسية يمكن أن تعرضهم للخطر. نظر التحليل التلوي لعام 2015 المنشور في مجلة PLOS One، في العديد من الدراسات التي فحصت فقدان الوزن مقابل زيادة الوزن لدى الحوامل البدينات وخلص إلى أنه نظراً إلى خطر حدوث مضاعفات للطفل، يجب ألا يوصي الأطباء بفقدان الوزن أثناء الحمل.
في حين أن السعي الحثيث لفقدان الوزن أثناء الحمل ليس فكرة جيدة، فهناك خطوات يمكنك اتخاذها لتحسين صحتك خلال هذا الوقت. على سبيل المثال توصي الكلية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد بممارسة 150 دقيقة من التمارين المعتدلة على مدار الأسبوع طالما وافق عليها طبيبك الخاص، وتناول الأطعمة الصحية والابتعاد عن الأطعمة التي تحتوي على السعرات الحرارية العالية مثل المقليات والأطعمة الجاهزة.