مشهد أنكِ مطاردة وتركضين للهرب، هل سبق لكِ أن تعرضت لهذا السيناريو؟ بالطبع ظهر هذا السيناريو عدة مرات على الأقل من قبل. لحسن الحظ، لم يتم القبض عليك من قبل مطاردك لأنك دائماً ما تستيقظين في الوقت المناسب. هذا هو شعور الأحلام المتكررة.
وفقًا للأبحاث فإن الأحلام المتكررة، حيث يتكرر موضوع الحلم أو محتواه على جلسات نوم متعددة، أمر طبيعي تماماً. في الواقع ما بين 60٪ و75٪ من البالغين أفادوا بوجود أحلام متكررة لديهم.
لسوء الحظ تميل الأحلام المتكررة الأكثر شيوعاً إلى تضمين أحداث مخيفة، مثل السقوط في الهواء أو المطاردة، وفقاً لاستطلاع Amerisleep. البعض الآخر غريب تماماً، مثل اكتشاف غرفة سرية أو العودة إلى مدرسة طفولتك كشخص بالغ.
فلماذا يستمر عقلك في الضغط على زر “إعادة التشغيل” في قصة وقت النوم نفسها؟ وهل يجب أن نشعر بالقلق تجاه ذلك؟
إليك ما يمكن أن يكون أصل الأحلام المتكررة:
يمكن أن يتسبب الإجهاد وحالات الصحة العقلية في الأحلام المتكررة
وفقاً لباحثي النوم، قد تساعدنا الأحلام في التعامل مع صدماتنا العاطفية، والاستعداد للأحداث الصعبة، ومعالجة الذكريات وتخزينها (حسب Healthline). هذا هو الحال على الأرجح مع الأحلام المتكررة أيضاً. قد تكون العديد من الأحلام المتكررة، خاصة تلك المخيفة أو المزعجة، طريقة العقل للتعامل مع التوتر واضطرابات الصحة العقلية.
“الكوابيس المتكررة غالباً ما تكون بسبب القلق أو الصدمة التي لم يتم حلها والتي لم تتم معالجتها بالكامل بواسطة دماغنا”. آني ميلر، اختصاصية نفسية متخصصة في علاجات النوم، تشاركها مع Good Housekeeping.
“هناك بالفعل موضوعات نموذجية تظهر في هذه الأحلام المتكررة، وخاصة الكوابيس المتكررة. على سبيل المثال، الشعور بالعجز وانعدام الأمان والثقة والعار هي مواضيع شائعة في الكوابيس المتكررة”.
يمكن أن تكون هذه المشاعر المقلقة مرتبطة بالضغوط اليومية، مثل الجدال مع الآخرين المهمين أو بيئة العمل السامة. قد يتأثرون أيضاً بحالات الصحة العقلية. على وجه الخصوص، من المعروف أن اضطراب ما بعد الصدمة واضطراب القلق العام يسببان كوابيس مستمرة لدى بعض الأشخاص، وفقاً لمؤسسة النوم.
قد تشير الأحلام المتكررة إلى مشاكل صحية جسدية
من المنطقي أن الكوابيس المتكررة التي يسببها التوتر قد تدمر نوعية النوم، لكن في بعض الأحيان، تكون قلة النوم في الواقع سبباً لتكرار الأحلام، وليس العكس. وجدت دراسة نشرت عام 2018 في مجلة Frontiers in Psychology مثالاً واحداً على ذلك من خلال التركيز على الأشخاص الذين يحلمون بانتظام بأن أسنانهم تتساقط. اكتشف الباحثون أن هذا الكابوس المرتبط بالأسنان لم يكن دائماً ناتجاً عن الإجهاد العقلي، ولكنه كان مرتبطاً بدلاً من ذلك بصرير الأسنان وتوتر الفم أثناء النوم.
يمكن رؤية مثال آخر حيث تؤثر الظروف الصحية الجسدية على أحلام الأشخاص المصابين بالصرع. وفقاً لـThe Sleep Doctor، غالباً ما يكون لدى الأشخاص الذين عانوا من نوبات الصرع أحلام متكررة حول أعراض النوبات السابقة. يمكن أحياناً إرجاع الكوابيس الأخرى والأحلام السيئة المتكررة إلى الأدوية والعقاقير الترويحية والكحول وغيرها من الحالات والتغيرات الفسيولوجية التي يمكن أن تؤثر على جودة النوم (وفقاً لـMayo Clinic).
كيفية الخروج من دورة الحلم المتكررة:
إذا كنتِ من القلائل المحظوظين الذين لديهم أحلام متكررة تبعث على الشعور بالسعادة، فلا داعي على الأرجح لوضع حد لتخيلاتكِ الليلية السعيدة. ولكن إذا كانت أحلامكِ تعطل نومك وتجعلك تشعرين بعدم الارتياح، فقد حان الوقت لاتخاذ إجراء. أوضح الدكتور أليكس ديميتريو، الطبيب النفسي واختصاصي طب النوم، لموقع Good Housekeeping: “بعض الأحلام المتكررة تستحق المزيد من الاهتمام والعلاج. الأشخاص الذين يعانون من صدمة لم يتم حلها والتي يجب علاجها سيواجهون حدثاً في كوابيسهم، وقد يحلم الأشخاص المصابون بانقطاع التنفس أثناء النوم عادةً بالاختناق أو الغرق، بينما في الواقع لا يمكنهم التنفس”. موعد مع طبيبك أو معالجك هو الخطوة الأولى لوضع حد للأحلام المتكررة.
قد يساعدك أيضاً الاعتناء بعقلك وجسمك في المنزل في الحصول على راحة خالية من الكوابيس. مارسي عادات نوم جيدة مع طقوس الاسترخاء لوقت النوم، تمارين التنفس والتأمل والتخيل الإيجابي هي بعض الخيارات التي أوصت بها مؤسسة النوم. يمكنك أيضاً النوم بشكل أفضل في الليل بعد ممارسة الرياضة أثناء النهار.
هناك طريقة أخرى للتخلص من الأحلام المتكررة غير المرغوب فيها وهي الحلم الواضح. يمكن أن يتطلب تعلم الحلم الواضح بعض التدريبات ولكنه قد يساعدك على استعادة السيطرة على خيالك أثناء النوم. لبدء الحلم الواضح، يقترح WebMD الاحتفاظ بمفكرة للأحلام، والتحقق من حالة وعيك طوال اليوم، والاستيقاظ لفترة وجيزة كل ليلة بعد خمس ساعات من النوم.