يحدث اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD) في حوالي 7% من الأطفال دون سن 18 عاماً في جميع أنحاء العالم، وفقاً للأطفال والبالغين المصابين باضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (CHADD). في الولايات المتحدة، يؤثر على حوالي 10% من الأطفال، وهو يتزايد منذ 20 عاماً. ومن المرجح أن يتم تشخيص إصابة الأولاد باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أكثر من الفتيات.
هذه الإحصائيات حول اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه مهمة في ضوء دراسة حديثة في JAMA Network Open والتي وجدت أن حوالي 13% فقط من الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه يتناولون الأدوية، وما يزيد قليلاً عن ربع هؤلاء الأطفال يتلقون علاجاً للصحة العقلية من أجل إدارة حالتهم. نظرت الدراسة في بيانات ما يقرب من 12000 طفل تتراوح أعمارهم بين 9 و10 أعوام، ووجدت أن 1206 أطفال – حوالي 10% – تم تشخيصهم باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. من بين هؤلاء الأطفال المصابين باضطرابات فرط الحركة ونقص الانتباه، تناول 15% فقط من الأولاد و7%٪ من الفتيات إما أدوية منشطة أو غير منشطة لحالتهم.
نتائج أخرى فاجأت الباحثين، كان الآباء الذين لم يكملوا المدرسة الثانوية أكثر عرضة بثلاث مرات لعلاج أطفالهم بأدوية ADHD مقارنة بالآباء الحاصلين على شهادة جامعية. كان الآباء الحاصلون على شهادة الدراسة الثانوية أو بعض الكليات أكثر عرضة لاستخدام خدمات الصحة العقلية لعلاج حالات ADHD لأطفالهم أكثر من الآباء الحاصلين على شهادة جامعية. كان الآباء ذوو الدخل المنخفض أيضاً أكثر عرضة للوصول إلى خدمات الصحة العقلية لأطفالهم.
التناقض في علاج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه بين الآباء
كان الباحثون قلقين من الاختلافات بين الأولاد والبنات الذين يتلقون علاج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. على الرغم من تشخيص المزيد من الأولاد بشكل عام في الدراسة بمرض ADHD، إلا أن احتمالية تلقيهم للعلاج تزيد بمقدار الضعف. قالت الدراسة إن الأولاد يميلون إلى ظهور الأعراض عليهم بشكل أكثر اضطراباً، مما قد يشير إلى الحاجة إلى العلاج.
تناقضت نتائج الدراسة مع افتراضات الباحث القائلة بأن الآباء الذين لديهم المزيد من التعليم والدخل سيكونون أكثر عرضة لعلاج أطفالهم من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه بالأدوية. وأشار الباحثون إلى أن الآباء ذوي التعليم أو الدخل الأقل قد يكونون أكثر اهتماماً بوظائف أطفالهم، في حين أن الآباء الذين لديهم قدر أكبر من التعليم أو الدخل قد يكونون أكثر تشككاً في مخاطر أدوية ADHD. بعبارة أخرى، قد لا يكون قرار الوالد بالسعي للحصول على دواء لطفل مصاب باضطرابات فرط الحركة ونقص الانتباه مدعوماً بالعوامل الاجتماعية والاقتصادية، بل بالمواقف تجاه ذلك المرض الانتباه.
اقترحت الدراسة أيضاً أن الآباء ذوي الدخل المرتفع قد يجربون استراتيجيات غير طبية لعلاج أطفالهم مثل الدروس الخصوصية والتمارين الرياضية والمشاركة الرياضية أو اتباع نظام غذائي صحي. كما أنهم قد يكونون أقل عرضة لعلاج أطفالهم بالأدوية أو رعاية الصحة العقلية للمرضى الخارجيين؛ خوفاً من وصمة العار المرتبطة بهذه العلاجات.