بعد أي حادثة أو وفاة لأحد أفراد الأسرة أو هجر أو إساءة معاملة، تتعرض مشاعرنا للصدمة، ولا توجد صدمة صغيرة أو كبيرة. يتفاعل كل شخص بطريقته الخاصة، وأحياناً تكون الصدمة قوية، بحيث يصبح من الصعب العودة إلى الواقع. من هذه الملاحظة، كتب المحلل النفسي سافيريو توماسيلا: ”تولد من جديد بعد صدمة، عليك عبور العواصف، لإعادة تعلم العيش بعد الصدمة”.
كيف تكتشف الصدمة؟
لا يوجد تعريف واحد للصدمة، أولئك الذين يعانون من الصدمة يشعرون بالطرد من الواقع، وتتميز الصدمة بـ”ثوران عنيف” في عالم الفرد، وشعور “طفرة” لا يمكن السيطرة عليه..سيشعر أنها تشله. وهناك العديد من المشاعر تدل على الصدمة:
– في حالة الصدمة، يفقد الشخص تواصله، إنه مذهول، مشلول.
– بعد الصدمة، هو غير متبلور، مرتبك ومشوش، يغرق في الجمود التام للجسم والعقل.
– على عكس حالة السبات العميق، يمكن أن تكون الصدمة مضطربة.
بعد ردود الفعل العالية هذه، تندلع مظاهر دائمة يمكن أن نشعر بأننا محاصرون في زوبعة من المشاعر التي تتجاوزنا (الغضب، اليأس، الغيرة)، نكون ضحية للقلق العنيف أو نختبر “الانفصال” بين ما نعيشه وما نحن عليه.
كيف تخرج منها؟
بعد الصدمة، بعضهم ليسوا هم أنفسهم على الإطلاق. في بعض الأحيان يصبحون متشككين في الآخرين أو يصبحون “في حالة تأهب”. للتداوي من الجروح والمضي قدماً، غالباً ما يكون من الضروري العودة إلى الفترة التي كانت قبل المأساة لحل المشكلات السابقة قبل التمكن من معالجة المشكلات الجديدة.
من الضروري بعد ذلك الحصول على مساعدة؛ ليتمكن الشخص من تحرير نفسه من ثقل الصدمة، أثناء ممارسة الاسترخاء المحرر. إن وضع أحاسيسك في الصورة لتصبح على دراية بالواقع لا يقل أهمية عن العلاج. من خلال وضع الكلمات والصور على مشاعرك، فإنك تعيد استثمار جسمك وعواطفك.
الحب والإبداع يعيداننا إلى الحياة
وفقاً لسافيريو توماسيلا، يمكن التغلب على كل صدمة، طالما تم إنشاء ثقة أساسية مع إنسان آخر وحرية التعبير ممكنة بينهما. بعد استعادة ذكرياته المدفونة، من الممكن أن تولد من جديد في الحياة من خلال الإبداع (من خلال النشاط الاجتماعي أو الثقافي أو الفني) والمحبة. إن التبادل المتجدد والانفتاح على الآخر وعلى العالم يسمح لنا بالمضي قدماً. الحب والإبداع، اللذان يعيداننا إلى الحياة بلا هوادة، هما قوتان هائلتان للتحول، وبالتالي للشفاء.