بالنسبة للنساء اللواتي يبحثن عن طريقة بسيطة وفعالة لمكافحة الإجهاد، أجرى باحثون ألمان دراسة قد تهمهن.
على المدى القصير، يعد الشعور بالتوتر أمراً جيداً، لأنه في الواقع آلية وقائية، أما الإجهاد الحاد فهو العبء. وعندما يصبح مزمناً أو يجعلنا نفقد مواردنا في كل مرة، فإنه يستنفد طاقات الجسم ومن ثم يؤثر بشدة على صحته الجيدة.
عندما يواجه الشخص موقفاً مرهقاً، فقد يعاني من العديد من الأعراض الجسدية والعاطفية والسلوكية (القلق، وصعوبة التركيز، ومشاكل الجلد، والصداع النصفي، وما إلى ذلك).
منذ عدة سنوات، يهتم المجتمع العلمي بآثار الضغط النفسي على الصحة. ولكن ماذا عن وسائل جعلها تختفي، أو على الأقل الحد من وجودها؟ بالنسبة للنساء اللواتي يقعن ضحية بسهولة، وهذا على أساس دائم، يوصي باحثون من جامعة الرور في بوخوم بحيلة بسيطة على أساس يومي: وهي عناق أحبائهم.
في دراستهم المنشورة بمجلة PLOS ONE، أوضح الباحثون أنهم بدأوا من ملاحظة أنه في سياقات معينة، يمكن أن يخفف التواصل الاجتماعي من التوتر والقلق. أظهرت الأبحاث السابقة بالفعل أن التدليك والعناق مع الإمساك باليد والمعانقة جنباً إلى جنب مع التواصل، يمكن أن تقلل من علامات التوتر. ومع ذلك، فقد بحثت دراسات قليلة حتى الآن في الآثار المفيدة الناتجة عن العناق الوجيز. لاستكشاف الآثار المحتملة للحد من التوتر لهذه العادة البسيطة، أجرى الباحثون تحليلاً لـ76 شخصاً، جميعهم في علاقات رومانسية. خضع جميع المشاركين لاختبار إجهاد طُلب منهم فيه إبقاء يد واحدة في حمام ماء مثلج لمدة ثلاث دقائق في أثناء الملاحظة، والحفاظ على التواصل البصري مع الكاميرا. قبل هذا الاختبار، طُلب من نصف الأزواج احتضان بعضهم بعضاً، ولم يكن هذا هو الحال بالنسبة للأزواج لآخرين.
في موازاة ذلك، قام الباحثون بقياس مؤشرات الإجهاد المختلفة، ومن ضمنها مستويات الكورتيزول اللعابي للمشاركين، والكورتيزول هو أحد الهرمونات المعنية الذي تفرزه الغدد الكظرية وينظم ضغط الدم، ووظائف القلب والجهاز المناعي، ويزود الدماغ بالطاقة الكافية لتهيئته للتوتر. ومع ذلك، عندما تكون مستويات الكورتيزول مرتفعة جداً لفترة طويلة جداً، فإن هذا الهرمون يمكنه أن يضر الجسم أكثر مما يساعد. كشف التحليل أن النساء اللواتي عانقن شريكهن كانت لديهن استجابة أقل من الكورتيزول لاختبار الإجهاد مقارنة بالنساء اللواتي لم يتلقين هذا العناق. ومع ذلك، بالنسبة للرجال، لم يلاحَظ أي ارتباط بين المعانقة واستجابة الكورتيزول الناجم عن الإجهاد.
اتضح أن مقاييس الإجهاد الأخرى، وضمنها التغيرات في ضغط الدم (الضغط الذي يمارسه تدفق الدم في الشرايين) والحالة العاطفية، لم تظهر أي ارتباط بالتوتر وباحتضان الشريك. “تشير هذه الدراسة إلى أن عناقاً قصيراً مع شريك، قد يقلل بالتالي من استجابة الكورتيزول لدى النساء اللائي يواجهن مواقف اجتماعية مرهقة، مثل الامتحانات المدرسية أو مقابلات العمل أو العروض التقديمية”، كما شرح الباحثون. بناء على هذه النتيجة فإنهم يريدون إجراء مزيد من الأبحاث لتحديد ما إذا كانت هذه الميزة يمكن أن تمتد إلى العناق مع الأصدقاء. سيكون الهدف هو استكشاف ما إذا كانت القيود التي أدت إلى تقليل الاتصال الاجتماعي مرتبطة بالزيادات الملحوظة في التوتر والاكتئاب.
لذلك خلص المؤلفون إلى أنه “بصفتك امرأة، فإن معانقة شريكك يمكن أن تمنع استجابة جسمك الحادة للضغط. لكن يجب أن تكون إدارة الإجهاد فردية حتى لو وافقت الدراسات العلمية على تقديم إرشادات حول الممارسات المفيدة في إدارة الإجهاد. الاسترخاء العقلي والجسدي في المرتبة الأولى، التأمل أو الاسترخاء أو الاستماع إلى الموسيقى أو الرسم أو الكتابة أو حتى التحدث مع الأصدقاء. مع التركيز على التفاصيل مثل الرائحة واللمس ودرجة الحرارة وما إلى ذلك. يتم تقليل مستوى التوتر وزيادة الشعور بالعافية العقلية.
كما أن الأشخاص الذين يمارسون اللياقة البدنية بانتظام يشعرون بضغط أقل من أولئك الذين لا يمارسونها. فضلاً عن التنفس العميق الذي يحفز الجهاز التنفسي ويقلل من معدل ضربات القلب.