في حين أن الاستهلاك المنتظم لبعض المواد الغذائية قد يزيد من مخاطر تعرضنا لحالات صحية معينة بمرور الوقت، إلا أن هناك عدداً من الخرافات حول المواد الغذائية التي قيل إنها تزيد من خطر الإصابة بالسرطان. أوضحت Tuesday Hoelscher ، اختصاصية التغذية المسجل (RD)، في تصريح سابق مجموعة من المفاهيم الخاطئة حول هذه الادعاءات ومعلومات حول كيف يمكن لنظامنا الغذائي أو لا يمكنه زيادة خطر الإصابة بالسرطان.
هل يغذي السكر الخلايا السرطانية؟
الخرافة الأولى هي فكرة أن السكر يغذي السرطان. فهناك اعتقاد شائع بأن التخلص من السكر قبل أو بعد علاج السرطان ليس له أي تأثير على حجم السرطان أو خطر تكراره. فالسكر يغذي كل خلية في الجسم بما في ذلك الخلايا السرطانية. فإذا قطعت كل الكربوهيدرات فسيستخدم جسمك البروتينات والدهون لتغذية الخلايا بدلاً من ذلك، بما في ذلك الخلايا السرطانية. لا يمكنك تجويع الخلايا السرطانية دون تجويع الخلايا السليمة.
إن التخلص من جميع الكربوهيدرات من النظام الغذائي يمكن أن يجعل من الصعب الحصول على جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم. بدلاً من ذلك، تؤكد على أهمية الاعتدال. “إذا كنت قادرة على تناول الطعام بشكل طبيعي، فإن تقليل الكربوهيدرات الزائدة أمر مناسب من خلال التركيز على الكربوهيدرات كثيفة العناصر الغذائية مثل الفاكهة والحبوب الكاملة مثل الفشار والأرز البني وما إلى ذلك، والحد من الحلويات المركزة مثل الحلوى والكعك والصودا والعصير.
هل الصويا يزيد من مخاطر الاصابة بالسرطان؟
الخرافة الثانية هي الاعتقاد بأن فول الصويا يزيد من خطر الإصابة بالسرطان، والذي تبين أيضاً أنه خاطئ. أجريت دراسات على الفئران، حيث نشأت الأسطورة القائلة بأن فول الصويا يزيد من خطر الإصابة بالسرطان. “الفئران التي أعطيت الايسوفلافون (أحد مكونات فول الصويا) لديها مستويات أعلى من هرمون الاستروجين ونسبة الإصابة بالسرطان.” ومع ذلك توضح أن الدراسات البشرية لم تسفر عن نفس النتائج. “عندما أجريت الدراسات البشرية في وقت لاحق، تم اكتشاف أن البشر لا يستقلبون فول الصويا والإيسوفلافون بالطريقة نفسها.”
بدلاً من ذلك ، توضح أن فول الصويا قد يقلل في الواقع من نمو السرطان. “الايسوفلافون الموجود في فول الصويا له خصائص مضادة للإستروجين لدى البشر، لذلك هم في الواقع يمنعون هرمون الاستروجين الطبيعي الأكثر فعالية من الارتباط بمستقبلات هرمون الاستروجين ،”. يحتوي فول الصويا على مضادات الأكسدة وخصائص مضادة للالتهابات وقد يعمل بطرق أخرى لتقليل نمو السرطان. كما يلاحظ أنه بالنسبة لمرضى السرطان، قد يقلل فول الصويا من فرص عودة السرطان. “أظهرت الدراسات التي أجريت على ما مجموعه 9000 ناجٍ من سرطان الثدي أن تناول فول الصويا يقلل من خطر التكرار (بغض النظر عما إذا كانوا يتناولون عقار تاموكسيفين) .
هل الأطعمة العضوية حقا أفضل لصحتنا؟
على الرغم من أن الكثير من الناس يعتقدون أن الأطعمة العضوية الخالية من المبيدات تحمي بشكل أفضل من السرطان من المواد الغذائية المزروعة تقليدياً، أوضحت “هولشر” أن هذا ليس هو الحال بالضرورة. “الأطعمة العضوية ليس لها فائدة معروفة على الأطعمة التقليدية (غير العضوية)”. “لا توجد دراسات تظهر أن الأشخاص الذين يأكلون عضوياً يتمتعون بنتائج صحية أفضل. لا يوجد دليل يدعم أن الأطعمة العضوية مغذية أكثر أو تقلل من خطر الإصابة بالسرطان أكثر من الأطعمة المزروعة تقليدياً”.
وأوضحت أن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) تنظم وتختبر مستويات مبيدات الآفات في الطعام، وأن الحد الأدنى من الكميات الموجودة في الأطعمة المزروعة تقليدياً والعضوية آمن للاستهلاك البشري. في الواقع أي من الخيارين قد يكون لديه القدرة على تقليل مخاطر الإصابة بالسرطان. تحتوي كل من المنتجات العضوية وغير العضوية على مضادات الأكسدة التي تحمي من أحد أضرار الجذور الحرة المرتبط بتطور السرطان، لذلك ينبغي التركيز على استهلاك المزيد من المنتجات والأطعمة النباتية بغض النظر عما إذا كانت عضوية أو ليست كذلك.