غالباً ما يوصف الحمل بأنه أحد أكثر الأوقات سحراً في حياة المرأة، ولكنه أيضاً فترة تغيير جذري وعميق. تتغير الحياة بطرق لا رجوع عنها، كما هو الحال مع جسم الحامل ودماغها، كما كتب موقع BBC Science Focus ولكن هل تسائلت يومًا على تأثيره على العظام.
جزء واحد من الجسم يخضع لتغير جذري أثناء الحمل هو العظام. وفقاً لدراسة عام 2022 نُشرت في مجلة PLOS ONE، كان هناك انخفاض كبير في الكالسيوم والفسفور في عظام إناث قرود المكاك، وهو نوع من القرود، بعد الولادة. كما كان هناك انخفاض ملحوظ في مستويات المغنيسيوم بعد الرضاعة الطبيعية. تمت مقارنة هذا مع عظام ذكور قرود المكاك والإناث اللواتي لم يحملن بعد.
كيف يؤثر الحمل على العظام؟
أثناء الحمل يفقد الهيكل العظمي كتلة وكثافة عظمية كبيرة، كما تشير دراسة نشرت عام 2019 في التقارير العلمية. يفسَّر هذا التدهور من خلال المتطلبات الغذائية الشديدة للجنين النامي، خاصة خلال الثلث الثالث من الحمل، حسب تفاصيل المعهد الوطني للصحة.
يزداد امتصاص الكالسيوم في الأمعاء عندما تكون المرأة حاملاً، وذلك لضمان أن الجسم يمكنه توفير ما يكفي من الحليب الغني بالكالسيوم للطفل الذي لم يولد بعد، وفقاً للتقارير العلمية. هذا له تأثير ضار على جودة العظام، التي تحتوي على 99% من محتوى الكالسيوم في الجسم (عبر Harvard TH Chan).
بمجرد ولادة الطفل تستمر الرضاعة الطبيعية في ممارسة ضغط هائل على العظام، وفقاً لتقارير دراسة أجريت عام 2020 من مجلة Endocrine Connections. أثناء الرضاعة قد يتم سحب الكالسيوم من العظام لتلبية احتياجات الكالسيوم لدى الرضيع. نتيجة لذلك تعاني العديد من النساء من انخفاض يصل إلى 5% في كتلة العظام أثناء الرضاعة الطبيعية.
بعد الولادة مباشرة تنخفض مستويات هرمون الإستروجين أيضاً، مما قد يؤدي إلى تفاقم فقدان العظام، بالنسبة للكثيرين تتم استعادة كثافة العظام تدريجياً بمجرد انتهاء الرضاعة الطبيعية، كما يوضح المعهد الوطني للصحة. يمكن أن يحدث هذا بعد أشهر قليلة من الفطام. بالنسبة للبعض فإن الحمل والرضاعة الطبيعية يغيران بشكل دائم تكوين وحالة عظامهن.
هل هناك مخاطر للإصابة بهشاشة العظام؟
في حالات نادرة يمكن للسيدات الحوامل أو المرضعات أن يصبن بنوع حاد من هشاشة العظام يعرف باسم هشاشة العظام المرتبط بالحمل والرضاعة (PLO). يحدث هذا عندما يتسبب فقدان الكالسيوم أثناء الحمل أو الرضاعة الطبيعية في أن تصبح عظامك ضعيفة وهشة ويعرضك لخطر أكبر لكسر العظام. يعد ألم الظهر أحد أكثر الأعراض شيوعاً، ويحدث غالباً في الثلث الأخير من الحمل والمراحل المبكرة من الرضاعة. يعاني البعض أيضاً من كسور تميل إلى الظهور في العمود الفقري أو الورك. إذا حدث هذا فتأكدي من طلب الرعاية الطبية على الفور.
يجب أن تهدف النساء الحوامل أو المرضعات إلى الحصول على كمية الكالسيوم الغذائية البالغة 1000 مغم يومياً، كما يوصي المعهد الوطني للصحة. يجب أن يكون هذا 300 مغم أعلى للمراهقات الحوامل المعرضات بشكل أكبر لفقدان العظام. من الضروري أيضاً الحفاظ على مستويات فيتامين “د” مرتفعة للسماح للجسم بامتصاص واستخدام الكالسيوم. تساعد هذه المغذيات المهمة في عملية التعافي الطبيعي للعظام بعد الحمل. يجب تضمين مجموعة متنوعة من الأطعمة الغنية بالكالسيوم وفيتامين “د” في نظامك الغذائي، ويمكن أيضاً لطبيبك وصف مكملات غذائية لك.