– بعد ما تابعنا محاكمة الممثل جوني ديب وزوجته آمبر هيرد، جميعنا تساءل: ما الذي جعل جوني يتحمَّل هذه المعاملة؟ ولأن عالم النفس النمساوي سيغموند فرويد يعيد كل المشاكل النفسية إلى مرحلة الطفولة، ذهبت لأبحث عن طفولة هذا الفتى.
– ولد جوني ديب في التاسع من يونيو/حزيران 1963 في أونزبورو كنتاكي، وهو الأصغر من بين 4 أطفال لبيتي سو بالمر وجون كريستوفر ديب، عمل الأب مهندساً مدنياً، والأم كانت نادلة.
– كانت والدة جوني تعاني من نفسية مضطربة ولا تستطيع البقاء في مكان واحد لمدة
طويلة، لذلك لم ينجح جوني في تكوين صداقات طويلة المدى بسبب تنقلهم الدائم.
– صرَّح جوني في عدة مناسبات أنه وإخوته ووالده كانوا عرضة لسوء المعاملة من
طرف والدته، التي كانت سيئة المزاج بشكل دائم بسبب المنومات التي كانت تتعاطها، وصرح أيضاً بأنه لم يرَ أبداً والده يعترض على معاملة زوجته السيئة له ولأبنائه، لكنه
بعد سنوات طويلة هجر البيت من دون أن يعود إليه، ليترك لجوني مسؤولية إخوته ووالدته المدمنة.
– لم تتوقف الإساءة النفسية التي تكاد تكون أسوأ من الضرب وهذا ما ولَّد عند الأطفال
شعوراً بالدونية وعدم الاستحقاق، وهو ما تعاني منه أخت جوني كريستين.
– كل هذه الإساءات التي تعرَّض لها جوني في طفولته جعلته يرى أنه من الطبيعي أن
يتم تعنيف الزوج وأن تساء معاملته، ويجب أن ينتظر تماماً مثلما فعل والده أمام
اضطراب والدته. كسرت والدة جوني ديب في نفس ابنها القدرة على كف الأذى
ومقاومة العنف، فأصبح الرضوخ للتنمر والألم مرادفاً لحنان الأم، الأمر الذي يبرر
استمراره في العلاقة المسيئة مع زوجته آمبر هيرد، التي مثلت صورة الأم بإيذائها
الممتزج بالتلاعب النفسي.
- كان جوني يحاول من خلال زواجه أن يعالج ذلك الشرخ الذي تركته طفولته في داخله، وهذا ما يفسر استمراره بعد أن اعتدت عليه زوجته وتسببت له بقطع إصبعه.
- كان جوني يعتبر آمبر فرصة ثانية لإنقاذ والدته، لكنه كما كان واضحاً لنا جميعاً قد فشل في ذلك.