تحتوي رحلة الحمل والولادة على العديد من اللحظات السعيدة والصعبة، ورغم الألم الجسدي الذي ينطوي عليه الأمر فإن كل تلك الآلام تتبدد لحظة لقائك بطفلك للمرة الأولى، عندما يغادر الرحم ويدخل إلى عالمكِ بشكل رسمي ستنظرين في عينَي طفلك لأول مرة، وستقعين في حبه على الفور. بعد هذه اللحظة الخاصة ستحولين تركيزك إلى رعاية طفلك والعناية به، وإحدى أهم تلك الخطوات هي الرضاعة الطبيعية، أحد مشاكل الرضاعة الطبيعية لدى الأمهات أنهن عادة ما تواجهن حدوث تسريب لبن الثدي.
في غضون ساعة من الولادة يمكن للمرأة أن تبدأ في إرضاع طفلها (حسب اليونيسيف)، ومن المفيد لصحة الطفل أن يتلامس مع أمه مباشرة بعد الولادة، لأن هذا التلامس ينظم درجة حرارة الجسم، ويقوي جهاز المناعة. وفقاً لبرنامج WIC لدعم الرضاعة الطبيعية، يحتوي لبن الأم بعد الولادة مباشرة على العناصر الغذائية، والأجسام المضادة التي تحمي الطفل من العدوى، وقد أطلق عليه اسم “اللبأ”، هذا اللبن الخاص، الذي يشار إليه باعتزاز أحياناً باسم “الذهب السائل” يكون سميكاً ولونه أصفر.
يتم استبدال اللبأ باللبن الانتقالي بعد يومين إلى خمسة أيام من الولادة، قبل أن يتطور إلى لبن ناضج بعد 10 إلى 15 يوماً من الولادة. وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها يوصي الخبراء بأن تعتمد الأمهات الرضاعة الطبيعية فقط خلال الأشهر الستة الأولى، لكن يتم تشجيعهن على الاستمرار لمدة عام على الأقل.
وقد تتفاجأ الأمهات عندما يلاحظن تسريب لبن الثدي، حتى عندما لا يُرضعن، دعينا نلقِ نظرة على سبب حدوث ذلك، وما يمكنكِ فعله حياله.
لماذا يحدث تسريب لبن الثدي للأمهات عندما لا يُرضعن؟
رغم أن تسريب لبن الثدي يمكن أن يشعركِ بعدم الارتياح والإحراج، فإنه يجب أن تعلمي أنه شائع للغاية خلال فترة الرضاعة، فإذا امتلأ الثديان باللبن بشكل مفرط فقد يحدث تسرب (حسب BabyCenter).
خلال الصباح قد تلاحظ الأمهات المُرضعات المزيد من التسرب؛ لأن مخزون اللبن لديهن يكون في أكثر حالاته وفرة.
هناك مكون هرموني لتسرب لبن الثدي يُعرف باسم “منعكس لأسفل”، وفقاً لـGrow by WebMD، فإن رضاعة الطفل من ثدي أمه تؤدي إلى منعكس النزيف، ما يؤدي إلى تحفيز هرمونَي البرولاكتين والأوكسيتوسين، لبدء إنتاج اللبن وإفرازه.
ومن المثير للاهتمام أن المحفزات الأخرى يمكن أن تؤدي أيضاً إلى رد الفعل المنعكس، ما يتسبب في تسرب لبن الثدي بشكل غير مناسب. ويمكن أن يحدث التسرّب بسماع بكاء طفلك، أو حتى عند سماع بكاء طفل أُم أخرى.
بالإضافة إلى ذلك يمكن أحياناً إدرار لبن الأم بمجرد التفكير في طفلك، أو التواجد في البيئة التي تُرضعين فيها رضاعة طبيعية بشكل روتيني (حسب BabyCenter). في استجابة فسيولوجية مماثلة، عندما يرضع طفلها من ثدييها أثناء الرضاعة الطبيعية، يتم إطلاق الأوكسيتوسين في جسم الأم، عندما يتم تحفيزها بواسطة هذه المحفزات المتعلقة بالرضاعة.
وهناك طرق لجعل الإزعاج الناجم عن تسرب لبن الثدي أكثر راحة لكِ، فيمكن امتصاص تسريبات لبن الثدي بواسطة ضمادات الرضاعة، حتى تظل ملابسكِ جافة، ويمكن أن يحافظ النوم على منشفة على ملاءات سريرك جافة، كما أن ارتداء الملابس ذات الألوان الداكنة يمكن أن يخفي أية تسريبات غير متوقعة في الأماكن العامة.