خلال موسم العطلات يجتمع الناس مع عائلاتهم وأصدقائهم في الحفلات لتكوين ذكريات خاصة تدوم مدى الحياة.. ومع ذلك هناك العديد من الأشخاص الذين يشعرون بالوحدة في موسم العطلات، وربما شعروا بهذه الطريقة لمعظم أوقات العام. نشعر جميعاً بالوحدة من وقت لآخر، ولكن ما هي الوحدة بالضبط؟ يمكن وصف الوحدة بأنها انفصال بين ما يتوقعه الناس من علاقاتهم وما يتلقونه بالفعل، وفقاً لـ UChicagoMedicine.
عندما ترى شخصاً محاطاً بالناس قد تعتقد أنه لا يمكن أن يكون وحيداً، ومع ذلك من الممكن أن تشعر بالوحدة حتى عندما تكون محاطاً بالآخرين؛ لأن الوحدة تعتبر حالة ذهنية. تشير تقارير نفسية أمريكية إلى أن واحداً من كل ثلاثة أمريكيين يعاني من الشعور بالوحدة، ويعاني واحد من كل 12 أمريكياً من الشعور بالوحدة الشديدة؛ مما يجعلها شائعة للغاية.
البشر مخلوقات اجتماعية بطبيعتها تتوق للتواصل مع الآخرين.. نحن متشددون للغاية في أن نكون اجتماعيين لدرجة أن أولئك المنعزلين عن الأوساط الاجتماعية قد يواجهون عواقب نفسية سلبية. على سبيل المثال قد تشعر في العزلة بألم عميق مثل الألم الجسدي، وفقاً لمقال نُشر عام 2021 في مجلة Evolutionary Psychology Meets Neuroscience. ومن المثير للاهتمام أن المزيد من الأبحاث اكتشفت أن الألم الاجتماعي يبدو أنه ينشط الشبكات العصبية نفسها في الدماغ التي ينشطها الألم الجسدي، وفقاً لـScienceDaily.
قد تؤثر الوحدة على الصحة الجسدية بقدر تأثيرها على الصحة النفسية. يشعر الكثيرون بالفضول بشأن كيفية تأثير الوحدة على خطر الوفاة للأشخاص المصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية، وقد يكون للأبحاث الناشئة بعض الإجابات.
كيف يمكن للوحدة أن تزيد من فرص الوفاة لمن يعانون من مشاكل في القلب؟
السبب الرئيسي للوفاة في جميع أنحاء العالم هو أمراض القلب والأوعية الدموية، مما أدى إلى وفاة 18.56 مليون شخص في جميع أنحاء العالم في عام 2019. نظراً لأن الشيخوخة تغير القلب والأوعية الدموية، فإن العديد من الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب يبلغون من العمر 65 عاماً أو أكثر، وفقاً للمعهد الوطني للشيخوخة بالولايات المتحدة الأمريكية.
بشكل عام من المرجح أيضاً أن يعيش بعض الأشخاص الأكبر سناً بمفردهم، مما قد يُسهم في زيادة فرصة الشعور بالوحدة.
في تحليل حديث للطب النفسي الجسدي سعى الباحثون إلى دراسة العلاقة بين كيف أن العيش للفرد بمفرده، وتجربة العزلة الاجتماعية، والشعور بالوحدة يؤثر على خطر وفاة الأفراد المصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية. في المجموع، تم تحليل 35 دراسة من أمريكا الشمالية وأوروبا وآسيا. اكتشف الباحثون أن الأفراد الذين يعيشون بمفردهم ومعزولين اجتماعياً لديهم مخاطر وفاة أعلى من أي سبب آخر، بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية.
يبدو أن نتائج هذه الدراسة تظهر ضرورة الدعم الاجتماعي للأفراد المصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية. “وجدت مراجعتنا أن كلاً من هذه العوامل ذات أهمية حاسمة للنظر فيها في علاج أمراض القلب والأوعية الدموية، حيث يبدو أن زيادة مستويات الوحدة والعزلة الاجتماعية والعيش بمفردها تؤدي إلى الوفاة المبكرة”، وفقاً لما ذكره روزين لونج، اختصاصي علم النفس الإكلينيكي والمؤلف الرئيسي للدراسة، في بيان صحفي، حسب US News & World Report.