نعلم جميعاً أن الشيخوخة أمر لا مفر منه، يحدث سواء كنا منتبهين أم لا، وفي كثير من الأحيان، نكون مشغولين جداً، بحيث لا نلاحظ بالفعل الطرق التي نتغير بها مع مرور الأشهر والسنوات، وهذا -على الأرجح- سبب ظهور أعراض منتصف العمر، وكأنه يأتي من العدم، وقد ربطته الدراسات بمؤشر كتلة الجسم.
ومع ذلك، فإن هذه التغييرات الخادعة لا تؤثر فقط على التقويم الاجتماعي الخاص بك. كما تقول Mayo Clinic، تؤثر الشيخوخة على عظامنا وكثافة عضلاتنا. تذهب العيادة إلى أبعد من ذلك لتقول إن عظامنا يمكن أن تنكمش في نفس الوقت تفقد قوتها، مما يجعلنا ليس فقط أضعف مع تقدمنا في العمر، ولكن أيضاً – في بعض الحالات – أقصر.
وجدت دراسة، أُجريت عام 2018، أن نفس هذه التغييرات المرتبطة بالعمر يمكن أن تؤثر على شكل أجسامنا بطرق أخرى أيضاً. ووجدت الدراسة أنه بالإضافة إلى جعل أجسامنا أضعف، فإن فقدان كثافة العظام وكتلة العضلات يؤدي إلى بطء عملية التمثيل الغذائي، ويمكن أن يزيد من مقاومة الأنسولين لدينا. عندما تجتمع هذه العوامل، يمكن أن تكون النتيجة تغيراً في شكل الجسم العام.
وجدت دراسة أخرى حديثة أن هذه التغييرات في شكل الجسم يمكن أن يكون لها تأثير كبير على صحتنا على المدى الطويل. ووفقاً لمؤلفي الدراسة، فإن الأمر يتعلق بمؤشر كتلة الجسم.
الوزن ومؤشر كتلة الجسم دليلك للاطمئنان على صحتك
ربما يكون معظم الأشخاص الذين يقلقون بشأن وزنهم أو ذهبوا إلى طبيب عام في السنوات الأخيرة على دراية بمؤشر كتلة الجسم لديهم. فهي وسيلة للحكم على حجم شخص ما باستخدام الطول والوزن. تشير هارفارد هيلث أيضاً إلى أنه في حين أن معادلة مؤشر كتلة الجسم يبلغ عمرها حوالي 200 عام، إلا أنه لم يتم استخدامها إلا مؤخراً كمقياس للصحة.
في هذا الاتجاه، نشرت دراسة في 2022، وجدت أن الأشخاص الذين لديهم مؤشر كتلة جسم مرتفع ومحيط خصر مرتفع يكونون أكثر ضعفاً قبل منتصف العمر من أقرانهم، الذين لديهم مؤشر كتلة جسم ومحيط خصر “طبيعي”. اختبر الباحثون باستخدام قياسات مثل قوة القبضة والإرهاق وسرعة المشي ومستويات النشاط البدني.
قامت الدراسة بقياس مؤشر كتلة الجسم ومحيط الخصر في مجموعة من الأشخاص في عام 1994، ثم مرة أخرى في عام 2016. وقد أدت الطرق التي تغيرت بها أجسامهم بالباحثين إلى استنتاج، مفاده أنه من المهم الحفاظ على مؤشر كتلة الجسم ومحيط الخصر “الطبيعي” إذا أراد الناس تجنب الضعف، في وقت لاحق من الحياة.
ولكن كما تقول كليفلاند كلينك، فإن مؤشر كتلة الجسم ليس مقياساً مجرباً وحقيقياً للصحة. يمكن أن تؤثر عوامل مثل العِرق وتوزيع الوزن وكتلة العضلات على العلاقة بين مؤشر كتلة الجسم وصحته الفعلية. لذا، في حين أن دراسة 2022 قد تكون مثيرة للقلق، إلا أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث قبل أن تكون النتائج مثيرة للقلق حقاً.