النمو مليء بما يكفي من التجارب، كالتحديات العاطفية، مثل التنقل في العلاقات الاجتماعية، والتعرف على العالم من حولنا، ويمكن أن تكون آلام النمو الجسدي خلال هذا الوقت أكثر إحباطاً.
يحدث عادة في الأطراف السفلية، بما في ذلك الفخذان والساقان ومنطقة خلف الركبتين. تؤثر آلام النمو بشكل أساسي على الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و12 عاماً (عبر Cleveland Clinic). غالباً ما تنطوي الأعراض على وجع مؤلم أو إحساس بالتشنج في الساقين، في حين أن بعض الأطفال قد يعانون فقط من إزعاج خفيف، إلا أن الألم قد يكون أكثر حدة عند الآخرين. قد تحدث آلام النمو بشكل متقطع أو أكثر انتظاماً، ولكنها أكثر شيوعاً في المساء أو خلال ساعات الليل.
بقدر ما يمكن أن تكون التجربة مقلقة، فهل حقاً نمونا الجسدي هو المسؤول عن هذه الأوجاع والآلام في الطفولة؟
قد تكون آلام النمو مرتبطة بالإجهاد الناتج عن ممارسة الرياضة
رغم أنكِ كثيراً ما تسمعين مقدمي الرعاية يقولون “إنهم يكبرون بسرعة كبيرة”، إلا أن النمو ليس هو المسؤول عن تلك الآلام. قالت الدكتورة مارني بيكر، طبيبة الأطفال في مركز سادلباك الطبي في كاليفورنيا، لميموريال كير: “لا يوجد دليل علمي على أن آلام النمو ناجمة حقاً عن نمو العظام أو العضلات أو الأربطة السريعة”.
بدلاً من ذلك، يقول الخبراء إنه من المرجح أن تكون تلك الآلام نتيجة لزيادة الطاقة، وزيادة التمارين التي يمارسها العديد من الأطفال خلال سنواتهم الأصغر، وخاصة الأطفال الأكبر سناً. أوضحت الدكتورة كارين أونيل، رئيسة قسم أمراض الروماتيزم لدى الأطفال في مستشفى الجراحة الخاص: “من المهم أن نتذكر أن الأطفال نشيطون للغاية، وأن بعض الآلام والأوجاع طبيعية، خاصة إذا كانوا يمارسون الكثير من الألعاب الرياضية، إذا كان الطفل يلعب كرة القدم 12 ساعة في الأسبوع، أو يأخذ دروس الباليه ويرقص 15 ساعة في الأسبوع، فمن المتوقع حدوث بعض الألم”.
ومع ذلك، قد لا تكون التمارين هي السبب الوحيد المحتمل لآلام نمو الطفل، حيث تشير بعض الأبحاث إلى أن الأطفال المعرضين لآلام النمو يميلون أيضاً إلى أن يكونوا عرضةً لأنواع أخرى من الألم، مثل آلام المعدة، ما يشير إلى أن بعض الأطفال قد يكون لديهم تحمل أقل للألم من غيرهم (عبر كليفلاند كلينك). بدلاً من ذلك، قد يكون الأطفال الذين يعانون من أقدام مسطحة، أو مفاصل شديدة المرونة، أكثر عرضة للمعاناة من آلام النمو.
كيفية تخفيف الانزعاج من آلام النمو
إذاً كيف يمكنكِ التأكد مما إذا كان الطفل يعاني من آلام النمو، أو شيء آخر تماماً؟ بشكل عام لن تكون آلام النمو في مكان واحد، وبدلاً من ذلك، على سبيل المثال، ستكون موجودة في كلتا الركبتين أو كلتا الساقين. علاوة على ذلك، فإن آلام النمو لا تصاحبها أعراض إضافية، بمعنى: إذا كان الطفل يعاني من آلام النمو جنباً إلى جنب مع العرج، أو الاحمرار، أو التورم، أو الدفء حول المنطقة المصابة، فمن الأفضل أن زيارة الطبيب، لأن هذا قد يشير إلى حالة صحية أخرى.
رغم عدم وجود اختبار تشخيصي رسمي أو طريقة علاج لآلام النمو، فإن هناك طرقاً يمكن لمقدمي الرعاية من خلالها المساعدة في تخفيف انزعاج الطفل. قد يؤدي التدليك الخفيف، أو وضع وسادة تدفئة على المناطق المؤلمة، إلى تخفيف الأعراض، وفقاً للخبراء في عيادة كليفلاند. قد تكون بعض تمارين الإطالة اللطيفة مفيدة أيضاً. بدلاً من ذلك قد يقترح طبيب الأطفال استخدام الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية، مثل Tylenol أو Advil أو Aleve. بالإضافة إلى ذلك، في حين أن النشاط البدني في بعض الحالات قد يكون مصدراً لألم الطفل، قد يجد البعض الآخر راحة في الأعراض من خلال الانخراط في تمارين أكثر انتظاماً.