الإجهاد هو استجابة الجسم الوقائية لعرَض خطير. ستشعرين بنبضات قلبك تتسارع، وارتفاع ضغط الدم، وزيادة معدل التنفس، وقد تشعرين به في عضلاتك وأمعائك.
ففي إحدى المقابلات الصحفية مع أخصائية علم النفس الصحي وأخصائية النوم والإجهاد والقلق، جوليا كوغان، Psy.D، قالت: “إن الإجهاد يمكن أن يخلق أو يفاقم مشاكل طبية أخرى إذا لم تتم إدارته بعناية”. وأوضحت كوغان أنه “في كثير من الأحيان لا نعرف أننا تحت ضغط ولا نرى آثاره على صحتنا الجسدية أو العاطفية أو المعرفية أو السلوكية”.
غالباً ما يربط الناس المشكلات الطبية بالحالات الطبية فقط، لذا قد يكون هذا سبباً آخر لعدم وعيهم بالآثار السلبية للتوتر في حياتهم والتي تتمثل في الآتي:
– التوتر يمكنه أن يظهر على شكل تقلصات في المعدة أو إسهال، لكنه يزيد أعراض القولون العصبي (متلازمة القولون العصبي) سوءاً.
– لأن الإجهاد يؤثر على نظام القلب والأوعية الدموية لدينا، فإن الأشخاص الذين يعانون من مشاكل قلبية مثل ارتفاع ضغط الدم، يمكن أن يزيد لديهم خطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية.
– الإجهاد يمكن أن يجعل الصداع النصفي وتوتر العضلات أسوأ. قد نشعر أيضاً بمزيد من التعب عندما نشعر بالتوتر.
علامات الإجهاد الأقل وضوحاً:
النوم أكثر أو أقل من المعتاد
تناول الطعام أكثر أو أقل من المعتاد
المماطلة أو تجنب المهام
سرعة الانفعال والانفعال عند الآخرين
يمكن أن يتداخل الإجهاد أيضاً مع عملياتنا المعرفية، مثل قدرتنا على التركيز وتذكُّر الأشياء. قالت كوغان إن هذا الضباب الدماغي يمكن أن يضعف قدراتنا على اتخاذ القرار. يؤثر الإجهاد أيضاً على أفكارنا. فـ”عندما نبدأ في الشعور بالتوتر أو القلق، تبدأ أفكارنا في التغيير بطريقة سلبية للغاية. ليست الأفكار أكثر سلبية فحسب، بل إنها تميل إلى أن تكون أسوأ السيناريوهات، والأفكار غير الصحيحة، والأفكار غير المحتملة.. المستقبل، ما يفكر فيه الآخرون منا، أو التقييمات السلبية لأنفسنا”.
كيف يمكننا إدارة مستويات التوتر لدينا؟
تقول كوغان إنَّ جعل أنفسنا أكثر وعياً ببداية التوتر يمكن أن يساعدنا في معالجة العلامات الجسدية والسلوكية والمعرفية والعاطفية للتوتر قبل أن يخرج عن نطاق السيطرة. فكلما تمكنا من تدارك التوتر في وقت مبكر، نجحنا في معالجته بشكل أسرع.
نظراً إلى أن كل واحد منا لديه أحداث مختلفة في الحياة قد تسبب التوتر، تقول كوغان إن من المفيد تحديد أكبر مسببات التوتر. إذا كنت تعلم أن شيئاً يتسبب دائماً في إحداث ضغوط في حياتك، فيمكنك وضع خطة إدارة عند حدوث هذه الضغوط. فمن المهم تدريب الجهاز العصبي على الاستجابة بهدوء أكبر لهذه المحفزات.
تعد استراتيجيات الاسترخاء العميق- مثل التنفس العميق- أفضل طريقة للقيام بذلك. بدلاً من الاستجابة للتوتر فقط، نريد إدارة الإجهاد بشكل وقائي من خلال إعادة تدريب الجهاز العصبي ليكون أكثر هدوءاً وأقل تفاعلاً مع الممارسة اليومية والوقاية من آثارها.