بقدر ما تكون آلام الرقبة مزعجة وغير مريحة، فإنها مسألة يتعامل معها كثير من الناس حالياً أو تعاملوا معها أو سيتعاملون معها في نهاية المطاف. تعد آلام الرقبة شائعة بشكل كبير، لدرجة أن هناك دراسة نُشرت عام 2017 في الطب، أظهرت أن ما يصل إلى 70% من الأشخاص سيعانون من آلام الرقبة في مرحلة ما من حياتهم.
أظهرت دراسة نُشرت عام 2007 بالمجلة الطبية البريطانية، أن ثلثي سكان المملكة المتحدة سيصابون، بالمثل بألم في الرقبة.
هناك كثير من الأشياء التي نقوم بها على مدار اليوم والتي يمكن أن تسبب لنا آلاماً في الرقبة، مثل الجلوس الخاطئ في العمل، أو الإجهاد الشديد أثناء التمرين، أو الانحناء على هواتفنا وأجهزتنا. يمكن أن تكون علامة أيضاً على مشكلة جسدية أكثر خطورة، مثل القرص المنزلق أو تضيق العمود الفقري أو الألم العضلي الليفي أو هشاشة العظام (حسب WebMD).
إضافة إلى الأشياء اليومية التي قد تفعلها للتسبب عن غير قصد في ألم رقبتك، فإن طريقة نومك وما تنام عليه قد تكون هي المشكلة أيضاً.
تحدد وضعية نومك ما تشعرين به في الصباح
كيفية نومكِ يمكن أن تكون عاملاً كبيراً في شعورك في الصباح، كما يتضح من دراسة أجريت عام 2008 بالمجلة الدولية للطب السلوكي. أظهرت تلك الدراسة أن ما يصل إلى 5% من حالات الألم المزمن يمكن إرجاعها إلى مشكلات تتعلق بكيفية النوم. وبمعنى آخر، يمكن أن يكون الوضع الذي تنامين به- مثلاً النوم على بطنكِ- عاملاً في آلام الرقبة التي تشعرين بها (عبر Healthline ). ومع ذلك، حتى لو كنتِ تنامين في الوضع الصحيح، فقد تعمل وسادتك ضدك أثناء الليل.
الغرض من الوسادة هو الحفاظ على دعم رأسك ورقبتك وكتفيك والعمود الفقري في محاذاة واحدة أثناء النوم. إذا لم تحافظ وسادتك على محاذاة عمودك الفقري أثناء الليل، فمن المؤكد أنك ستشعرين بها في اليوم التالي.
لذلك سيكون نوع الوسادة التي تستخدمينها عاملاً حاسماً في شعورك عند الاستيقاظ (وفقًا لعيادة كليفلاند). على سبيل المثال، الوسائد المصنوعة من الريش على الرغم من كونها مريحة، فإنها لا تقدم أي دعم حقيقي. في أثناء تحركك يتحرك الريش أيضاً، مما يترك رقبتك بلا ثبات في أثناء الليل. إضافة إلى ذلك، قد تساعد الوسائد التي تحتوي على مواد مالئة مختلطة، مثل الرغوة والهلام إلى حد ما، ولكنها قد تحافظ أيضاً على رقبتك في وضع خاطئ أثناء الليل.
لا توجد وسادة واحدة مناسبة للجميع
إن العثور على الوسادة المناسبة مسألة تجربة وخطأ، حيث تختلف احتياجات نوم كل شخص. إذا كنتِ من الأشخاص الذين يفضلون النوم على الظهر، فقد تكون وسادة العنق خياراً جيداً، لأنها يمكن أن تدعم منحنى رقبتك (عبر The Sleep Doctor).
سيرغب الأشخاص الذين يميلون إلى النوم على جانبهم في البحث عن وسادة يبلغ ارتفاعها ما بين أربع وست بوصات. خيار آخر للنوم الجانبي هو وسادة الجسم، التي تدعم الحوض والوركين.
يمكن أن تكون وسائد الميموري فوم واللاتكس خياراً جيداً، وفقاً لدراسة استقصائية أُجريت عام 2020 ونُشرت في المجلة الدولية للبحوث البيئية والصحة العامة. أظهرت تلك الدراسة أن تلك الأنواع من الوسائد توفر مرونة أكبر، مما سمح لها بالحفاظ على شكلها بشكل أفضل طوال الليل، ومن ثم توفير دعم أفضل للرقبة. ومع ذلك- كما تلاحظ “كليفلاند كلينك”- لا توجد وسادة واحدة “مناسبة” للجميع. لذلك حاولي أن تجدي الوسادة التي تناسب عادات نومك بشكل أفضل، وإذا استمرت المشاكل فعليك التحدث مع طبيبك لإيجاد الحل المناسب لك.
طريقة النوم الصحيحة لآلام الرقبة
إن طريقة النوم الصحيحة للرقبة هي النوم على الظهر أو على الجنب، ولكن يعد النوم على الظهر أفضل أوضاع النوم للرقبة، ويجب استخدام وسادة تدعم انحناء الرقبة من الخلف ووسادة أخرى أقل سمكاً من أجل وضعها تحت الرأس، أما في حال النوم على الجنب فإنه يُنصح باستخدام وسادة أطول قليلاً؛ لتقوم بإسناد الرقبة والرأس معاً.
لا يُنصح بالنوم على البطن نهائياً، إذ قد يضطر الإنسان إلى لف الرقبة إلى إحدى الجهتين في أثناء النوم، الأمر الذي يزيد من الضغط على الأعصاب.
يُنصح الأشخاص عادةً بالاعتماد على وضعية النوم على الظهر ومحاولة التكيف والتعود على هذه الطريقة، في حال كان هذا الأمر صعباً فإنه يُنصح بعدم استخدام أي وسائد في حال النوم على البطن؛ من أجل تقليل الضرر الناتج عن وضعية النوم هذه قدر الإمكان.
يصاب بعض الأشخاص بألم الرقبة عند استيقاظهم من النوم كنتيجة لوضعيات النوم غير الصحيحة والخاطئة، إذ يقوم بعض الأشخاص بوضع الرقبة بزاوية غريبة وخاطئة، وقد يقوم الإنسان بتحريك الرأس في أثناء الليل؛ وهو ما يسبب بدوره الإصابات في الرقبة.
إليكِ وضعيات النوم التي لا يُنصح بها مع آلام الرقبة:
النوم على الجنب يسبب عدم توزيع وزن الجسم بالتساوي في أثناء النوم، بل يركز على منطقة واحدة من الجسم، ويؤدي النوم على الجنب إلى الإصابة بآلام الظهر في بعض الأحيان.
إن النوم على البطن لا يسبب الضغط على مفاصل الرقبة فحسب، بل إنه يعيق عملية التنفس بالشكل الصحيح أيضاً، مما يضطر الإنسان إلى ثني الرقبة طوال الليل.
يجد بعض الأشخاص صعوبة في تحديد ما إذا كانت طريقة النوم التي يتبعونها صحيحة أم لا، إذ كل ما على الإنسان فعله هو ملاحظة ما إذا كان النوم ملحوقاً بألم في الرقبة أو الظهر، كما يجب ملاحظة وضعية الرأس، والرقبة، والعمود الفقري، إذ يجب أن تكون جميعاً على استواء وخط واحد بدون أي انحناءات.