تثير الزلازل حالة من الرعب والقلق وتهدد أمن العائلة، وتحدثت العديد من الدراسات عن علاقة المناخ وتغيراته بحدوث العديد من الكوارث الطبيعية حول العالم.
يقصد هنا بتغير المناخ التغيرات طويلة الأجل في درجة الحرارة وحالة الطقس بوجه عام، قد يحدث هذا التغير المناخي لأسباب طبيعية مثل التغير في الدورة الشمسية، وقد يحدث نتيجة تدخل الإنسان في الطبيعة من خلال حرق الوقود الحفري، مثل الفحم والنفط والغاز؛ مما يجعله مسبباً رئيسياً لتغير المناخ.
ويتسبب احتراق الوقود في تزايد انبعاثات الغازات الدفينة التي تعمل كغطاء يلتف حول الكرة الأرضية، مما يتسبب في حبس حرارة الشمس ورفع درجة الحرارة.
وفقاً لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكي، فإن الارتباط الوحيد الذي لوحظ بين الزلازل والطقس هو أن التغيرات الكبيرة في الضغط الجوي الناتجة عن العواصف الكبرى مثل الأعاصير ثبت أنها تؤدي أحياناً إلى ما يُعرف باسم “الزلازل البطيئة”، والتي تطلق الطاقة على مدى فترات زمنية طويلة نسبياً، ولا تؤدي إلى اهتزاز الأرض بشكل كبير مثل الزلازل التقليدية.
وتقول وكالة ناسا، في تقرير صدر عام 2019، إن هناك أساطير عديدة تربط بين الطقس والزلازل أو ما يسمى بـ”طقس الزلزال”، ويقصد به أنواع معينة من الظروف الجوية التي تسبق الزلازل عادة، مثل الطقس الحار والجاف، أو الجاف والغائم.
ومع ظهور علم الزلازل سقطت كل تلك الأساطير، واتضح أن معظم الزلازل ناتجة عن عمليات تكتونية.
وتوصل العلم إلى أن معظم الزلازل تحدث تحت سطح الأرض بعيداً عن تأثير المناخ، أي إن الظروف الجوية لا تؤثر بأي شكل على حدوث الزلازل.
فالكرة الأرضية تتكون من 4 أجزاء وهي: القشرة، والوشاح، والنواة الخارجية، والنواة الداخلية.
تمتد القشرة الأرضية من سطح الأرض إلى 8-32 كم داخلها، بدرجة حرارة تصل إلى 870 درجة مئوية، وتحتوي القشرة الأرضية على سطح الأرض الذي نعيش عليه، هذا السطح مثبت على ما يطلق عليه “الصفائح التكتونية”، وهي عبارة عن ألواح صخرية تطفو على المواد المنصهرة من “الوشاح”، الجزء الثاني للكرة الأرضية، وبسبب ذلك تتحرك هذه الصفائح بشكل دائم، على الرغم من حجمها الكبير.
يتسبب تحرك هذه الصفائح في ثورة البراكين، وتشكيل الجبال، وحدوث الزلازل من مناطق الضعف والانكسار المفاجئ في الغلاف الصخري، أو القشرة الأرضية، بسبب الجاذبية أو التفاعلات الكيميائية داخل صخور الوشاح المنصهرة، وتسمى كل تلك ما ينتج عن تحرك هذه الصفائح بـ “العمليات التكتونية”.