قد يشير ارتفاع نسبة البروتين في الدم إلى عدد من المشاكل الصحية، بعضها بسيط وبعضها الآخر يكون مؤشراً لأحد الأمراض الجادة، ولكن بداية دعونا نتعرف على بروتينات الدم ودورها في جسم الإنسان.
يحتوي الجسم على ما لا يقل عن 10000 بروتين مختلف موجود في كل جزء من جسمك تقريباً، بما في ذلك العضلات والعظام والشعر والجلد (وفقاً لـ Harvard TH Chan)، البروتينات عبارة عن جزيئات معقدة حيوية لعمل الأعضاء والأنسجة.
وفقاً لمراجعة 2022 المنشورة على StatPearls، تنقسم البروتينات في الدم إلى نوعين رئيسيين: الألبومين والجلوبيولين. لهذين النوعين من البروتينات خصائص مختلفة.
الألبومين هو البروتين الرئيسي في الدم الذي يساعد على نقل المواد (مثل الهرمونات والأدوية) في جميع أنحاء الجسم. ينتج الكبد الألبومين ويتراوح معدل الألبومين الطبيعي عند البالغين بين 3.5 و5.0 غرام لكل ديسيلتر (غم/ديسيلتر).
من ناحية أخرى، هناك حاجة إلى جهد مشترك من الكبد والجهاز المناعي لإنتاج الجلوبيولين. تلعب هذه البروتينات دوراً حيوياً في تخثر الدم، ووظائف الكبد، ومكافحة الالتهابات. المعدل بين 2.0 و3.5 غم/ديسيلتر يعتبر نطاقاً صحياً للجلوبيولين.
ستحتاجين إلى فحص دم لتحديد ما إذا كانت مستويات البروتين في الدم في المعدل الطبيعي. إذا أظهرت نتائجك مستويات عالية من البروتين، فقد تكون هناك أسباب مختلفة، وقد يوصي طبيبك بإجراء اختبارات أخرى لفهم سبب ارتفاع مستويات البروتين في الدم.
ما الذي يسبب ارتفاع مستويات البروتين في الدم؟
تتنوع أسباب ارتفاع البروتين في الدم، وتشمل ضعف الترطيب، والالتهاب المزمن، وأمراض الكبد أو الكلى الحادة، والعدوى الفيروسية، وبعض أنواع سرطان الدم مثل الورم النقوي المتعدد والورم اللمفاوي.
تحدث المايلوما المتعددة عندما تنتج خلايا البلازما بروتيناً غير طبيعي يسمى بروتين M، والذي يتكون في نخاع العظام (عبر WebMD). وفقاً لجمعية السرطان الأمريكية، يُطلق على أحد أنواع الأورام اللمفاوية التي تزيد من مستويات البروتين “سرطان الغدد اللمفاوية اللاهودجكين” (NHL). تحفز هذه الحالة الخلايا السرطانية لإنتاج كميات كبيرة من بروتين غير طبيعي يعرف باسم ماكروغلوبولين.
كما تكشف Mayo Clinic، تزداد بروتينات معينة في الدم بشكل طبيعي أثناء محاربة العدوى. بالنظر إلى هذا فإن نقص بروتين الدم ليس حالة محددة، ولكنه أحد الآثار الجانبية المحتملة للعديد من الحالات أو المضاعفات الأخرى. على سبيل المثال، يمكن أن تتراكم نفايات البروتين الزائدة في دمك، بسبب خلل في وظائف الكلى، وفقاً لمؤسسة الكلى الوطنية.
التشخيص والعلاج
نظراً لأن ارتفاع مستويات البروتين في الدم غالباً ما يرتبط بحالة طبية معينة، فإن التشخيص والعلاج يعتمدان على سبب الارتفاع.
قد يوصي طبيبك بإجراء اختبارات إضافية للكشف عن الحالات الأساسية. أحد الأمثلة على ذلك هو اختبار الرحلان الكهربائي لبروتين المصل (SPEP)، والذي يمكن أن يساعد في تحديد نوع البروتين ومصدره (مثل نخاع العظام أو الكبد) المتضمن في بروتين الدم المرتفع (عبر موقع Drugs.com).
وفقاً لـ Healthline، يمكن أن يساعد اختبار SPEP في تفسير التعب والإمساك والعطش المفرط والأعراض الأخرى التي قد تواجهينها بسبب حالة تؤثر على البروتينات في مصل الدم. قد يقوم طبيبك بجدولة اختبارات متعددة بعد الاختبار الأولي، وتساعد هذه الاختبارات المستقبلية طبيبك على قياس تقدمك بعد التشخيص.
تتعدد العوامل التي تؤثر على مستويات البروتين في الدم، لهذا السبب من الأهمية أخذ الفحوص وخطة العلاج التي يضعها الطبيب المختص على محمل الجد.