تؤثر جودة النوم على كل شيء بدءاً من البشرة والوزن وحتى إنتاج الهرمونات ونظام المناعة لدينا. يمكن أن تتأرجح شهيتنا ومواقفنا وضغط الدم في اتجاه واحد أو آخر، اعتماداً على مدى جودة نومنا. بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من آلام أسفل الظهر، فإن تغيير الوضع باستمرار في أثناء محاولتهم الشعور بالراحة قد يجعل من الصعب الحصول على نوم جيد. ولكن ماذا لو كانت قلة النوم هي السبب الحقيقي لآلام أسفل الظهر في المقام الأول؟
وجدت إحدى الدراسات التي أُجريت عام 2015، أن الأشخاص الذين يعانون من آلام أسفل الظهر ينامون فترة زمنية أقصر وأن جودة نومهم تتأثر، مما يشير إلى أن آلام الظهر يمكن أن تؤثر سلباً على النوم. ومع ذلك، في دراسة نُشرت عام 2014 بمجلة Clinical Journal of Pain، قرر الباحثون أنه في حالة الأشخاص الذين يعانون من آلام أسفل الظهر، تسبب قلة النوم الليلي في زيادة شدة الألم الذي شعروا به في اليوم التالي. كما أكدوا أن اليوم المليء بألم شديد في الظهر يؤدي في كثير من الأحيان إلى ليلة من النوم القاسي. هذا يشير إلى أن آلام أسفل الظهر لا تؤثر سلباً على النوم فحسب، بل يمكن أن تؤدي قلة النوم أيضاً إلى تفاقم آلام أسفل الظهر.
كيف يمكن أن تؤثر قلة جودة النوم على آلام أسفل الظهر؟
بمساعدة اختبار الارتباط على مستوى الجينوم، أكد الباحثون الذين شاركوا في دراسة 2022 نُشرت في Frontiers in Neuroscience، أن الأرق وآلام أسفل الظهر لهما ما يسمونه “ارتباطاً سببياً ثنائي الاتجاه”. هذا يعني أن كل عامل قد يساهم في- أو يفاقم- الآخر. ولكن في حين أن آلام الظهر التي تسبب اضطرابات النوم سهلة الفهم، فإن سبب تفاقم قلة النوم من آلام الظهر أمر أكثر دقة.
توضح “صحة العمود الفقري” أنه عندما لا تحصل أجسامنا على النوم الذي تتطلبه، يصبح من الصعب عليها القيام بمهامها، مثل إفراز هرمونات النمو. عندما ننام، تفرز أجسامنا هرمونات النمو التي تتمثل وظيفتها في الاهتمام بأجزاء الجسم التي تحتاج إلى الشفاء. عندما لا ننام، تكون هذه الهرمونات متعبة للغاية بحيث لا تستطيع الذهاب إلى العمل وتخفيف آلام أسفل الظهر. يتأثر نظامنا العصبي المركزي سلباً أيضاً بتدني جودة النوم، مما يقلل من تحمُّل الألم ويجعل آلام الظهر أسوأ.