قد يبدو إجراء تغييرات في نمط الحياة لصحتنا، مثل الذهاب للجري في الصباح الباكر أو الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية أثناء استراحة الغداء، أمراً صعباً في البداية، لكن التغييرات الصغيرة يمكن أن تضيف الكثير لصحتك، فقد أظهر أحد الأبحاث الجديدة أن تخصيص الوقت حتى لبضع دقائق من المشي على مدار اليوم يمكن أن يكون له فوائد صحية ضخمة.
عندما نأكل يتم هضم الكربوهيدرات إلى سكر يستخدم لطاقة الجسم، والمعروف باسم سكر الدم أو جلوكوز الدم وكل ما لا نستخدمه على الفور يتم تخزينه في خلايا الجسم لوقت لاحق، وعلى الجانب الآخر الإنسولين هو هرمون يفرزه البنكرياس يساعد في التحكم في نسبة السكر في الدم، ومع ذلك، إذا لم تستجب خلايانا للإنسولين بشكل صحيح، سيستمر السكر في الدوران في مجرى الدم، مما يؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم، وكلما تناولنا المزيد من الطعام واكتسبنا الوزن، قلّت حساسية أجسامنا للإنسولين؛ مما قد يؤدي إلى الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
استكشفت مراجعة جديدة لبحث نُشر في مجلة Sports Medicine الآثار الصحية للجلوس مقابل الوقوف أو المشي بعد تناول وجبة، ووجدت أنه حتى بضع دقائق فقط من الوقوف أو المشي يمكن أن تحسن مستويات السكر في الدم بشكل كبير ويقلل من خطر الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري ومشاكل القلب.
المشي يساعد في التحكم في سكر الدم بعد الأكل
قامت المراجعة بتحليل سبع دراسات بحثت في تأثيرات الوقوف أو المشي الخفيف على مدار يوم كامل، مقارنةً بالبقاء مستقراً، ووجدت أنه مع أقل نشاط بدني حتى لو دقيقتين إلى خمس دقائق من النشاط البدني الخفيف بعد تناول الوجبة يمكن أن يخفض نسبة السكر في الدم ومستويات الإنسولين.
الوقت الأنسب للمشي بعد الأكل
يبلغ جلوكوز الدم ذروته بعد 60-90 دقيقة من تناول الوجبة، لذلك فإن المشاركين الذين وقفوا خلال هذا الإطار الزمني، حتى لبضع دقائق فقط قد تحسنت مستويات السكر في الدم لديهم، وأولئك الذين ساروا لمسافة قصيرة بعد وجبتهم قد تحسنت مستويات السكر في الدم والإنسولين، كما انخفض سكر الدم وزاد بشكل أبطأ بدلاً من الارتفاع والانخفاض.
المشي وقاية من السكري ومشاكل القلب والأوعية الدموية
قد يكون النهوض للتجول في المكتب أو القيام ببعض الأعمال المنزلية لبضع دقائق بعد تناول الوجبة كافياً لإشراك العضلات واستخدام المزيد من الجلوكوز، مما قد يساعد في الوقاية من مرض السكري ومشاكل القلب والأوعية الدموية.
أوضح الدكتور كيرشو باتيل، طبيب القلب الوقائي في مستشفى هيوستن ميثوديست، لموقع WebMD أنه حتى الخطوات الصغيرة يمكن أن يكون لها فوائد دائمة، في حين أن التغيير التدريجي قد لا يبدو هائلاً، إلا أن هذه الإجراءات الإضافية هي التي تؤدي إلى تحسين الصحة العامة.