الأمر ليس سراً أن العلاقة الحميمية يشعر طرفاها بالارتياح، فهي ليست الطريقة التي نأتي بها إلى الحياة فقط بل هي شكل من أشكال المتعة الإنسانية التي خلقها الله للإنسان وفقاً للقواعد الشرعية، فإذا كنت ترينها مفيدة للتزاوج والإنجاب فقط فإن الأبحاث والدراسات ستفاجئك بالفوائد الصحية من ممارسة العلاقة الحميمية بشكل معتدل.
قد يكون الهدف العام عند ممارسة الجنس هو الشعور بالرضا والإشباع، إلا أن هناك عدداً كبيراً من الآثار الجانبية الإيجابية التي يمكن أن تحدثها ممارسة الجنس على صحتنا العامة وعافيتنا.
وفقاً لدراسة نشرت في Sexual and Relationship Therapy، فإن ممارسة الجنس مع الشريك تمنحكِ أكبر قدر من الطاقة والحيوية. تشير الدلائل التي أوردتها الدراسة، إلى أن الجنس يمكن أن يساعد في الوقاية من سرطان البروستاتا لدى الرجال، وتقليل تقلصات الدورة الشهرية عند النساء، وهو محسن ممتاز للمزاج بشكل عام، وغيرها من الفوائد الصحية للطرفين نقدمها لكِ في السطور التالية:
يعزز جهاز المناعة لديك:
بعيداً عن الطرق التقليدية لتعزيز المناعة وجدت دراسة نشرت عام 2004 في مجلة Psychological Reports، أن المشاركين الذين مارسوا نشاطاً جنسياً مرة أو مرتين في الأسبوع لديهم مستويات أعلى من الغلوبولين المناعي اللعابي A (IgA) مقارنة بأقرانهم الأقل نشاطاً جنسياً. والغلوبولين المناعي (IgA) هو الأجسام المضادة في جهاز المناعة التي تعمل كخط دفاع أول للجسم.
يحسن نومك:
وفقاً لدراسة أجريت عام 2019 ونشرت في مجلة Frontiers in Public Health، تشير بيانات جمعتها الدراسة إلى أن ممارسة الجنس مع الشريك قبل النوم يمكن أن تؤدي إلى تحسين نوعية النوم، أجابت نسبة كبيرة من المشاركين في الدراسة بأن جودة نومهم وبدايته قد تحسنتا بعد بلوغهم النشوة الجنسية مع شريك قبل النوم.
تحفز هزات الجماع على إفراز هرموني الأوكسيتوسين والبرولاكتين، وهما هرمونان معروفان بتحسين نوعية الحياة وتقليل التوتر وتحسين نوعية النوم.
يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب:
أمراض القلب هي السبب الأول للوفاة في الولايات المتحدة، وأمراض القلب التاجية هي النوع الأكثر شيوعاً، وفقاً لدراسة أجريت عام 2016 ونشرت في The Journal for Health and Social Behavior، وجد أن كلاً من الرجال والنساء النشطين جنسياً لديهم حالات أقل من مشاكل القلب والأوعية الدموية عندما كانوا نشطين جنسياً مع شريك.
ووجدت الدراسة أيضاً أنه بالنسبة للنساء، فإن ممارسة الجنس الجيد مع شريك تزيد من صحة القلب والأوعية الدموية، وتقلل بشكل أكثر تحديداً ارتفاع ضغط الدم.
يمكن أن يساعدك في تخفيف التوتر:
في دراسة نشرت عام 2012 بمجلة العلاقات الاجتماعية والشخصية، وجد أن الجنس يخفف من الإجهاد اليومي لكل من الرجال والنساء من خلال مساعدتهم على تنظيم عواطفهم.
كما أن الجنس ينتج مجموعة متنوعة من الهرمونات من ضمنها الأوكسيتوسين والإندورفين، وكلاهما ينشط مراكز الدماغ التي تسمح لنا بتجربة المتعة، ويمكن أن يؤدي إلى تحسين العلاقة الحميمة، والمزيد من الاسترخاء، وتقليل حالات القلق والاكتئاب.
تمرين رائع للقلب والأوعية الدموية:
رغم أن ممارسة الجنس قد لا تكون مثل الجري في سباق الماراثون، فإنها تحرق السعرات الحرارية ويمكن أن تحتسب في تمارين القلب اليومية، يبلغ متوسط جلسة الجنس نحو 30 دقيقة. ووفقاً لدراسةٍ عام 2013 نشرت في PLOS One، يحرق الرجال ما معدله 101 سعرة حرارية لكل 30 دقيقة من ممارسة الجنس، وتحرق النساء 69 في المتوسط، مما يجعله تمريناً متوسط الشدة.
قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا:
هناك العديد من التطورات الجديدة في مجال أبحاث السرطان التي تشير إلى أن القذف المنتظم، من خلال الجماع يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا، اكتشف الباحثون وجود علاقة إيجابية بين القذف المتكرر أي نحو 21 مرة على الأقل في الشهر، وانخفاض خطر الإصابة بسرطان البروستاتا بنسبة 20%.
يخفض ضغط الدم:
تابعت دراسة نشرت عام 2006 في مجلة Biological Psychology 24 امرأة و22 رجلاً لمدة أسبوعين، واكتشفت أن أولئك الذين مارسوا الجماع قد تحسنوا من الاستجابة للضغط وقل تفاعل ضغط الدم الانقباضي لديهم من أولئك الذين لم يفعلوا ذلك.
يعزز مزاجك:
في أثناء ممارسة الجنس يتم إطلاق مزيج من المواد الكيميائية التي تبعث على الشعور بالسعادة من أدمغتنا، إحداها هو الأوكسيتوسين الذي يعرف باسم “عقار الحب”. ووفقاً لدراسة أجريت عام 2011 ونشرتها المجلة الهندية لعلم الغدد الصماء والتمثيل الغذائي، فهو أيضاً مركب رئيسي يدعم قدرتنا على بناء الثقة وتشكيل روابط آمنة.
ليس فقط الأوكسيتوسين فهي تقوم أيضاً بإطلاق الدوبامين والسيروتونين، والتي تعمل أيضاً لوقت إضافي أثناء ممارسة الجنس لتجعلك سعيداً.
يمكن أن يزيد من عمرك:
يمكن للجنس أن يجلب الكثير من الفوائد لصحتك من تحسين القلب والأوعية الدموية ، وزيادة لياقة القلب والعضلات، وتقليل الألم والتوتر من بين أمور أخرى من المنطقي أن تتحد كل هذه الفوائد لتشكيل تحسينات عامة في نوعية الحياة وطول العمر .
ذكرت دراسة نشرتها جمعية العلوم النفسية أن وجود زواج سعيد يمكن أن يساهم أيضاً في إطالة العمر، لقد ثبت أن الجنس يزيد العلاقة الحميمة والتواصل في الشراكات، وكذلك يعزز الحالة المزاجية، مما يعني أن مزيداً من الجنس يمكن أن يؤدي إلى شراكة أكثر سعادة وأكثر ارتباطاً، ووجدت الدراسة أن “الرضا الأكبر عن حياة الشريك في بداية الدراسة كان مرتبطاً بانخفاض مخاطر وفاة المشاركين”.
يمكن أن يحسن شعرك وجلدك وأظافرك:
هناك بعض الحقيقة وراء “توهج” ما بعد النشوة الجنسية الذي يتحدث عنه الناس بعد كل شيء، تحدث طبيب الأمراض الجلدية المعتمد من مجلس الإدارة الدكتور جويل شليسنجر إلى صحة المرأة حول كيف يمكن للجنس أن يساعد في تعزيز إشراق بشرتك: “إن تعزيز الدورة الدموية هو ما يضيء البشرة ويعطي بشرتك توهجاً. كما أنه يزيد من معدل ضربات القلب، الذي يحمل الدم على التدفق”، ويضيف: “يؤدي النشاط البدني أيضاً إلى تحفيز هرمون النمو البشري، مما يجعل البشرة تبدو أكثر مرونة”.
كما أن هناك أيضاً دليلاً على أن هرمون الأستروجين الناتج من النشوة الجنسية يمكن أن يساهم أيضاً في إنتاج الكولاجين، مما يحسن مرونة الجلد.