عادة ما يتم الربط بين فيتامين أ وصحة البصر، لكن هناك العديد من الوظائف الحيوية التي يؤثر عليها الحصول أو عدم الحصول على الجرعات اللازمة للجسم من فيتامين أ مثل الصحة الجلد والجهاز التنفسي.
فيتامين أ عنصر غذائي أساسي وفيتامين قابل للذوبان في الدهون؛ مما يعني أنه يجب عليك الحصول عليه من خلال الأطعمة واستهلاك الدهون للمساعدة في امتصاصها، فهو مهم للرؤية ويساعد في التمثيل الغذائي والنمو الخلوي، ومهم للمناعة والصحة الإنجابية.
من هو المعرض لخطر الإصابة بنقص فيتامين أ؟
تظهر أشد آثار نقص فيتامين أ في الأطفال الصغار والنساء الحوامل في البلدان النامية الفقيرة، وعلى الأخص في جنوب شرق آسيا وإفريقيا، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية (WHO)، يمكن أن تنشأ من سوء التغذية وتتفاقم من ارتفاع معدلات الإسهال والحصبة وغيرها من الأمراض.
يمكن أن تلعب اضطرابات الجهاز الهضمي أيضاً دوراً في نقص فيتامين أ. يشمل الأفراد المعرضون للخطر أولئك الذين يعانون من سوء امتصاص الدهون أو اضطرابات الكبد.
قد تكون هناك علامات خفية على أنك قد لا تحصل على ما يكفي من فيتامين أ في نظامك الغذائي، على سبيل المثال ترتبط المستويات المنخفضة من فيتامين أ بصعوبة الرؤية في الظلام (ويعرف أيضاً باسم العمى الليلي)، تشمل الأعراض الأخرى جفاف العين وحكة الجلد والتهابات الجلد المتكررة وتأخر التئام الجروح، ويعتمد تشخيص نقص فيتامين أ على الأعراض وفحص الدم.
إليك أهم المشاكل التي تنذرك أنك تعاني من نقص فيتامين أ ويجب عليك اللجوء للطبيب:
العمى الليلي
إذا لاحظت أنك تواجه صعوبة أكبر في التكيف مع الظلام في السينما أو عند إطفاء أضواء غرفة نومك، فقد تكون هذه علامة على نقص فيتامين أ، يعد العمى الليلي علامة تحذير مبكر لا يجب أن تتجاهلها، إذا لم يتم علاج العمى الليلي يمكن أن يتطور إلى فقدان دائم للرؤية، ولكن إذا تم التعرف عليها مبكراً ومعالجتها بفيتامين أ المناسب، يمكن عكسها.
جفاف العين
هل تجدين نفسك تفركين عينيك كثيراً أم أنك تشعرين بجفاف أكثر من المعتاد؟ يمكنك إلقاء اللوم على الطقس أو الحساسية، لكن هل تعلمين أن جفاف العين الشديد يمكن أن يكون مرتبطاً بنقص فيتامين أ؟ فوجود جفاف غير طبيعي في العينين والقنوات الدمعية (مثل جفاف الملتحمة) هو حالة تقدمية ناتجة عن نقص فيتامين أ. وبينما قد يكون جفاف العين مزعجاً، إلا أنه يمكن أن يتجلى في نتائج أكثر خطورة. عندما تصبح العين جافة بشدة، يمكن أن تلحق الضرر بشبكية العين والقرنية، مما يساهم في الإصابة بالعمى الليلي وضعف البصر الدائم إذا لم يتم علاجها، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.
جفاف الجلد والحكة
فيتامين أ مفيد لبشرتك فهو لا يحارب مشاكل الجلد الالتهابية فحسب، بل يعزز أيضاً دوران خلايا الجلد بشكل صحي، عادة يجب أن تتلاشى الطبقة العليا من خلايا بشرتك وتتجدد كل أسبوعين تقريباً، يمكن أن يؤدي تأخر دوران الدم إلى ظهور قشرة الرأس. وبالتالي إذا كانت البشرة الجافة المتساقطة والمتهيجة والجافة تثير قلقك ، فقد ترغبين في تناول المزيد من مصادر تحتوي على فيتامين أ مثل الجزر إلى جانب الترطيب المستمر.
حب الشباب
هناك مجموعة متنوعة من المشكلات التي قد تسبب حب الشباب، بما في ذلك تقلب الهرمونات والتوتر والوراثة والرطوبة العالية، لكن تظهر الأبحاث أيضاً أن حب الشباب قد يكون مرتبطاً بمستويات منخفضة من فيتامين أ، في دراسة أجريت عام 2014 على مرضى يعانون من حب الشباب الشديد كان فيتامين أ واحداً من ثلاثة مغذيات وجد أنها أقل بكثير في أولئك الذين يعانون من حب الشباب مقابل مجموعة التحكم في الجلد الصحي.
ضعف المناعة
يلعب فيتامين أ دوراً أساسياً في المناعة، وفقاً لمراجعة 2018 في مجلة الطب السريري، كما أنه مضاد للالتهابات مما يعني أنه يقي من الأمراض المختلفة. فهو ضروري لتكوين الجلد والأنسجة، عندما يصاب الشخص بنقص في فيتامين أ، تتقلص الخلايا الظهارية ويضعف الحاجز الواقي للجلد والأنسجة الظهارية، مما يسمح لمسببات الأمراض بغزو الجسم، فيكون الجسم أكثر عرضة للإصابة بالإسهال والتهابات الجهاز التنفسي.
تلف أو تساقط الشعر
إذا بدأ شعرك يتقصف ويبدو أن التجاعيد لا تنتهي فقد ترغبين في إعادة تقييم روتين العناية بشعرك والتأكد من حصولك على الكثير من فيتامين أ من خلال نظامك الغذائي فهو مهم لنمو الخلايا وبالتالي نمو الشعر.
وعلى الرغم من أن فيتامين أ يمكن أن يحافظ على شعرك قوياً وصحياً، إلا أنه يمكن أن يؤدي تناول فيتامين أ الزائد إلى تساقط الشعر، يمكن أن تكون الجرعات الزائدة من فيتامين أ سامة للكبد وتساهم في فقدان العظام، من بين الآثار الجانبية الخطيرة الأخرى بما في ذلك القيء والإسهال والدوار، وفقاً لمايو كلينك، يجب ألا يتجاوز المرء أكثر من 10000 ميكروغرام من فيتامين أ في اليوم.
جفاف الأظافر
لا تعد الأظافر الصحية القوية مجرد شكل جمالي بل يمكنها أيضاً أن تقول الكثير عن صحتك، إذا كنت تلاحظين حوافاً جافة ومتشققة فقد ترغبين في تعزيز روتينك الغذائي للحصول على فيتامين( أ، ج، هـ)، بالإضافة إلى الكالسيوم وفيتامين ب أيضاً، قد تكون الأظافر المفتقرة إلى اللمعان علامة على نقص الفيتامينات، ويمكن أن يؤدي نقص فيتامين (أ) إلى أظافر جافة وهشة تماماً كما قد يؤدي إلى جفاف الجلد والشعر.
مشاكل الجهاز الهضمي
فيتامين أ ضروري لإفراز الغشاء المخاطي في الأمعاء مما يساعد في تكوين حاجز وقائي في بطانة الأمعاء ضد مسببات الأمراض والسموم وحمض المعدة، ويمكن أن يؤدي فقدان الطبقة الواقية إلى الإسهال وقد تنتج العدوى أيضاً عن ضعف الطبقة الظهارية في القناة الهضمية، والذي يتجلى في الالتهاب وضعف المناعة.
ضعف التئام الجروح
قد تكون الجروح التي تستغرق وقتاً أطول للشفاء ناتجة عن انخفاض مستوى فيتامين أ ، ذلك لأنه ضروري لإنتاج الكولاجين الذي يلعب دوراً في سلامة الجلد، قد يساعد فيتامين أ في عكس تلف الكولاجين في البشرة الطبيعية التي تعاني من الشيخوخة والمتضررة من أشعة الشمس، مع زيادة تخليق الكولاجين.
ففي الأنسجة المصابة، يحفز فيتامين أ دوران خلايا الجلد، ويسرع معدل التجدد، ويساعد في استعادة بنية النسيج الظهاري، وفقاً لمراجعة عام 2019 في التغذية وإصابات الحروق.
إليكِ أهم مصادر فيتامين أ في نظامك الغذائي
ما لم تكن لديك مشاكل في الكبد أو سوء الامتصاص، فمن المحتمل أن تتمكن من الحصول على ما يكفي من فيتامين أ من خلال نظامك الغذائي، فيتامين أ المشكل مسبقاً (أي الريتينول) هو الشكل النشط لفيتامين أ الذي تحصلين عليه مباشرةً من المنتجات الحيوانية.
تشمل المصادر الجيدة لفيتامين أ المشكل مسبقاً الأسماك الزيتية والبيض ولبن اللبن والجبن والكبد، والأطعمة النباتية مثل السبانخ والجزر والبطاطا الحلوة والكرنب.