لدينا جميعا فرصنا في التأثر بأزمة منتصف العمر. لكن أثبت العديد من الدراسات أنها تميل إلى الاستمرار لفترة أطول عند الرجال.
تعلم معنا كيفية التعرف عليها وإدارتها بشكل أفضل.
أزمة منتصف العمر هي فكرة موجودة في معظم المجتمعات الغربية. في اللغة الإنجليزية، يشار إليها بمصطلح “mid-life crisis”، مما يوضح أنها تظهر عند وصوله إلى سن الأربعين، يدرك بعض الأشخاص أنهم وصلوا إلى مرحلة فارقة في حياتهم. يمكن أن يؤدي هذا إلى تغييرات جذرية في حياتهم اليومية، وعلى مستويات مختلفة: العمل، والزواج، والعلاقات الرومانسية، والسلوك ويتفاعل الجميع مع ذلك بطريقة مختلفة.
أزمة منتصف العمر، ما الذي يؤدي إلى ذلك؟
إنه ليس صباح الأربعين من العمر الذي ستستيقظ فيه برغبة في تغيير حياتك. يمكن أن تحدث أزمة منتصف العمر بسهولة قبل ذلك بقليل أو حتى بعد ذلك بكثير. يتفق العديد من الدراسات على القول إنه يمكن أن يحدث بين 35 و 50 عاماً، وأن متوسط العمر هو 46 عاما. وغالباً ما يرتبط بأحداث مهمة في الحياة.
بالنسبة للبعض، يعتبر التغيير الجسدي (شيب الشعر، ظهور تجاعيد أكثر وضوحاً، صلع متقدم، إلخ) أو تغيير طبي (التهاب المفاصل، الكولسترول، إلخ) هو سبب الأزمة. يمكن أن تكون المراحل الرئيسية في الحياة؛ مثل وفاة أحد الوالدين أو مغادرة الأطفال من المنزل، بمثابة محفز لظهور الأزمة.
لا تعتقد أن أزمة منتصف العمر هي مرحلة إلزامية في الحياة. وفقاً لدراسة أجرتها شبكة أبحاث مؤسسة ماك آرثر حول التنمية الناجحة في منتصف العمر (MIDMAC)، فإنها تؤثر فقط على 10٪ من الناس.
تختلف أزمة منتصف العمر عند الرجال اختلافاً كبيراً عن أزمة النساء.
فالرجال لا يواجهون أزمة منتصف العمر بالطريقة التي تعاني منها النساء، خاصة أنها تميل إلى أن تستمر معهم لفترة أطول. يقدر الباحثون أنها تستمر في المتوسط من 2 إلى 5 سنوات عند النساء، و 3 إلى 10 سنوات عند الرجال.
علاوة على ذلك، فهم لا يختبرونها بالضرورة بنفس الطريقة، بل يميل السادة إلى الوقوع في مرحلة الإغواء. سيرغبون في أن يثبتوا لأنفسهم أنه لا يزال لديهم ما يلزم لإغواء امرأة شابة؛ مما قد يمثل خطراً حقيقياً على علاقتهم. بينما تميل النساء إلى السعي لتحقيق الإشباع العاطفي؛ مثل إنجاب طفل إذا لم يكن الأمر كذلك، يمكن أن تكون على شكل التفكير في إعادة بناء حياتها المهنية.
كيفية التعرف على الرجل في منتصف أزمة منتصف العمر:
غالباً ما يشير العلماء إلى أزمة منتصف العمر على أنها “أزمة الشباب”. عند بلوغ 40 عاماً، قد يكون لدى بعض الرجال انطباع بأنهم لم يستفيدوا بشكل كاف من شبابهم، وبالتالي يقررون تعويض الوقت الضائع.
ولهذا، تتفق دراسات مختلفة على عدة أعراض، سيرغب رجل يبلغ من العمر أربعين عاماً في خضم الأزمة في الحصول على المتعة، وقد ينطوي ذلك على نفقات غير منطقية؛ مثل الحصول على خزانة ملابس جديدة، وسيارة جديدة، وأحدث الأدوات العصرية .
سيسعى أيضاً إلى إحداث تغييرات في حياته الخاصة والمهنية؛ مثل تغيير الوظائف (للذهاب إلى شيء أفضل أجراً)، ودائرة جديدة من الأصدقاء (أصغر سناً وأكثر نشاطاً)، وتزيد الرغبة في ترك زوجته في هذا العمر، قد يحدث الانفصال بسبب أزمة منتصف العمر.
بالإضافة إلى هذه التغييرات، من المحتمل أيضاً أن تتأثر شخصيته، وفقاً لمدرب العلاقات ألكسندر كورمون. يعتقد أنه خلال هذه الفترة، يكون الرجال عموماً أكثر صعوبة مع أحبائهم ويزيد عندهم التفكير بطريقة غير عقلانية؛ لذلك كوني حذرة عزيزتي في التعامل مع شريكك في هذه الفترة.
أزمة منتصف العمر عند الرجال: ما العمل؟
لا يتم التعامل مع أزمة منتصف العمر على أنها مرض، ولكن لا تزال هناك أشياء يمكنك القيام بها لمواجهتها. وأهم الأشياء هو فهم أن المشكلة لن تحل بخطوتين أو ثلاث، بل سوف يستغرق الأمر أسابيع طويلة أو حتى شهوراً لفهم أسباب هذه الأزمة، ثم إيجاد الحلول.
أيها الرجل، إذا كنت تعتقد أنك تعاني من أزمة منتصف العمر: خذ الوقت الكافي لإعداد ميزانيتك، ولاحظ الإنجازات المختلفة لحياتك. ستكتشف أنك حققت أكثر مما تعتقد. اذكر أيضاً ما تحلم بفعله في السنوات القادمة، ولا تتردد في تحديد أهداف (واقعية) لنفسك ستساعدك على المضي قدماً.
وقبل كل شيء، خذ الأمر خطوة بخطوة: لن تخرج من أزمة منتصف العمر في يوم واحد، لكن الرغبة في الذهاب بسرعة كبيرة ستجعلك تخاطر بالقيام بأشياء متهورة قد تندم عليها.
عند الشعور بدوامة من المشاعر المختلطة لا مانع من مشاركة المشاعر مع الشريكة حتى تكون معك على نفس الخط، كما يمكنك أخذ إجازة صغيرة تبتعد فيها عن الضغوط وتعيد فيها ترتيب أولويات من دون أن تقوم بأي أشياء غير عقلانية خلال ذلك.