ترتبط دهون البطن الزائدة بمجموعة واسعة من الأمراض، بما في ذلك أمراض القلب والسكري وحتى السرطان، وتعد دهون البطن أكثر خطورة من الدهون الأخرى التي تتراكم في مناطق أخرى من الجسم.
ويرجع ذلك إلى حقيقة أنه يحيط بالأعضاء الداخلية، مما يعطيها اسماً آخر وهو “الدهون الحشوية”.يمكن أن يؤدي هذا النوع من الدهون عند الرجال إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية ومرض السكري من النوع الثاني.
أما في النساء فترتبط دهون البطن بسرطان الثدي ومشاكل المرارة (عبر كلية الطب بجامعة هارفارد). نظراً لمجموعة من العوامل بما في ذلك أحجام الوجبات الكبيرة في المطاعم، وأنماط الحياة الأقل نشاطاً، والاستهلاك الأكبر للأطعمة المصنعة، فقد تزايدت دهون البطن بشكل مطرد بين البالغين والأطفال.
في حين أنه حتى الشخص العادي يمكنه فهم الآثار غير الصحية للوزن الزائد حول منطقة الوسط، فقد يكون هناك تأثير جانبي أكثر إزعاجاً وغير دارج وهو انخفاض في الذكاء. هل تؤثر الدهون في جسمك على معدل الذكاء لديك؟تظهر الأبحاث أنه قد يكون هناك بالفعل صلة بين حمل أرطال زائدة حول منطقة الوسط والتغيرات في وظائف المخ. فقد حللت دراسة نشرت عام 2019 في مجلة Brain، بيانات أكثر من 4000 رجل وامرأة حول عمر 65 عاماً وليس لديهم إعاقات معرفية آثار دهون البطن تحت الجلد والتغيرات في ذكاء السوائل على مدى ست سنوات. وفقاً لـ Frontiers in Human Neuroscience، فإن الذكاء السائل هو القدرة على التفكير المرن وفهم المفاهيم المجردة. يتمتع أولئك الذين يتمتعون بذكاء عالي السوائل بقدرة أفضل على أداء مهام التفكير التناظري مقارنةً بالأشخاص ذوي الذكاء السائل المتوسط. يسمح للناس بالتفكير بشكل تجريدي وحل المشكلات بشكل إبداعي.
وجدت دراسة عام 2019 أن المشاركين الذين لديهم المزيد من الدهون في البطن يميلون إلى إظهار انخفاض في ذكاء السوائل مع تقدم العمر. من ناحية أخرى، يبدو أن المشاركين الذين لديهم كتلة عضلية أكبر لم يظهروا نفس الانخفاض.
بالإضافة إلى ذلك، أظهرت دراسة نشرت عام 2013 في مجلة Neuropsychology أن السمنة مرتبطة بانخفاض مدى الانتباه وضعف سرعة الحركة الدقيقة، فضلاً عن انخفاض سرعة المعالجة. ووجدت الدراسة أيضاً أن أوجه القصور في الأداء التنفيذي زادت لدى كبار السن الذين يعانون من السمنة مقابل أولئك الذين لم يكونوا كذلك. قد لا تقتصر أضرار الدهون الزائدة على كبار السن فقطلسوء الحظ لا يقتصر تأثير السمنة على الذكاء المعرفي على كبار السن فقط. فقد أظهرت دراسة نشرت عام 2013 في PLOS One أن الخمول المتزايد بين الأطفال أدى إلى تدهور الصحة والقدرة المعرفية.
في الدراسة طلب من مجموعة من الأطفال معرفة أسماء مناطق معينة على الخريطة. في اليوم التالي طلب منهم مرة أخرى معرفة ما احتفظوا به، أظهر الأطفال الأكثر لياقة معدل احتفاظ أعلى مقارنة بالأطفال الأقل لياقة.
بالإضافة إلى ذلك أدى إشراك الأطفال في نشاط ما بعد المدرسة لمدة ساعة مثل لعبة البطاقات إلى تحسين الانتباه ومعالجة المعلومات. هناك عدة طرق يمكنك من خلالها البدء في تقليل دهون البطن أهمها تناول الأطعمة الغنية بالألياف القابلة للذوبان مثل الأفوكادو وبراعم بروكسل، منع أو تقليل الوجبات السريعة والمليئة بالشحوم والدهون الضارة، كما قد يساعد تقليل تناول الأطعمة التي تحتوي على المواد الحافظة والمصنعة والاتجاه للأطعمة المنزلية، كل ذلك يمكن أن يساعد في تقليل مخاطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بالسمنة (عبر المعهد الوطني للقلب والرئة والدم).
إذا بدأت في نظام صحي اليوم.. فلن يشكرك جسمك فقط.. ولكن يبدو أن عقلك سيفعل ذلك أيضاً.