عادة ما يمرض الأطفال حديثو الولادة بسهولة؛ وذلك لأن الجهاز المناعي للرضيع لا ينضج حتى يبلغ من العمر شهرين إلى 3 أشهر، هذا يجعل الأطفال حديثي الولادة عرضة للعدوى الفيروسية التي تسبب نزلات البرد.
ينتج الجهاز المناعي أجساماً مضادة لحماية الجسم من المواد الغريبة أو الضارة مثل البكتيريا والفيروسات والسموم. وفقاً لـWebMD، يمكن أن يصبح الشخص البالغ العادي محصناً بعد الإصابة بفيروس معين. في المقابل لا يتعامل الأطفال حديثو الولادة مع نزلات البرد مثل البالغين. نظراً لأن هذه هي المرة الأولى التي يتعامل فيها الجهاز المناعي مع مثل هذه الفيروسات، وهو لم يكتمل نضجه بعد، فقد يكون الجهاز المناعي للطفل قادراً على محاربة المرض بمرور الوقت.
هناك مشكلة أخرى من أعراض البرد التي تحاكي الأمراض الأخرى عند الأطفال حديثي الولادة، والتي قد يصعب تشخيصها في المنزل. لذلك من المهم ألا تفترضي أن كل نزلات البرد تختفي، وأن طفلك سيبقى محمياً بعد بضعة أيام. فإن أي مرض يصيب طفلاً أقل من 3 أشهر يعد سبباً كافياً لزيارة طبيب الأسرة.
وفقاً لـWebMD، يمكن أن يصاب طفلك بنزلة برد 8 مرات أو أكثر في عامه الأول، اعتماداً على تعرضه للبالغين والأطفال الأكبر سناً. وعادة قد تشمل الأعراض سيلان أو انسداد الأنف. إذا أظهر طفلك هذه الأعراض فقط دون أية مضاعفات أخرى، فمن الطبيعي أن يختفي البرد في غضون أسبوعين (عبر Mayo Clinic).
من الأهمية قدر الإمكان عدم اعتبار حتى أدنى أعراض نزلات البرد أمراً مفروغاً منه، واستشارة الطبيب عندما تستمر نزلة البرد لدى طفلك. ويرجع ذلك أساساً إلى أن معظم أعراض البرد عند الأطفال حديثي الولادة غامضة ويمكن أن ترتبط بأمراض أخرى. على سبيل المثال: تقول Healthline إن بعض أعراض البرد قد تحاكي أمراضاً أخرى مثل الأنفلونزا أو الخناق أو الالتهاب الرئوي عند الأطفال حديثي الولادة.
ووفقاً لمجلة MedicalNewsToday، تأتي الأنفلونزا عند الأطفال حديثي الولادة مع أعراض نزلات البرد التقليدية، ولكنها قد تشمل أيضاً الإسهال أو القيء أو ارتفاع درجة الحرارة. إذا أصيب الطفل بسعال نباحي حاد أو كان يعاني من صعوبة في التنفس، فقد يكون ذلك أحد أعراض السعال الديكي أو نزلة برد أكثر حدة تسمى الخناق.
يشير المصدر أيضاً إلى أن نزلات البرد عند الأطفال حديثي الولادة يمكن أن تتصاعد أيضاً إلى التهاب رئوي، مع أعراض تتراوح بين القيء والتعرق واحمرار الجلد.
الوقاية والعلاج من نزلات البرد لدى الأطفال حديثي الولادة
تشير دراسة أجريت عام 2021 ونشرت في مجلة الأمراض المعدية لدى الأطفال إلى أن فترة حديثي الولادة والرضاعة المبكرة هي أوقات الضعف المتزايد. لذلك يجب على الآباء اتخاذ تدابير وقائية للحفاظ على سلامة أطفالهم. وفقاً لجونز هوبكنز ميديسن، غالباً ما ينتشر البرد من خلال قطرات محمولة جواً، فيسعل أو يعطس الشخص المصاب. إن استنشاق الأطفال للقطرات هو كل ما يتطلبه الأمر حتى يصابوا بالبرد.
تؤكد Mayo Clinic على اعتماد تدابير وقائية لحماية الأطفال من نزلات البرد والفيروسات، بدلاً من الاعتماد على الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية. على سبيل المثال: الحفاظ على رطوبة الهواء، والتأكد من شربهم كمية كافية من السوائل هي إجراءات مفيدة يمكنك القيام بها.
يجب استخدام الأدوية فقط إذا كنتِ تشكين في أن طفلك يعاني من أعراض أخرى مثل الحمى والسعال والقيء المتكرر، وفقاً لمايو كلينك، وذلك بعد استشارة الطبيب.