غالباً ما يواجه الآباء رفضاً من أطفالهم الصغار لتناول بعض الأطعمة. يمكن أن تكون الخضراوات على وجه الخصوص هي الأكثر صعوبة. لقد عمل الباحثون على هذه القضية، ودراستهم تعطي هذه الحيلة البسيطة والسهلة التطبيق، عليك التفكير فيها.
حتى سن الثانية تقريباً، يقبل معظم الأطفال الأطعمة الجديدة، على الرغم من أن الأمر قد يستغرق عدة محاولات لتعويدهم عليها. بعد ذلك، وأحياناً لعدة سنوات، يصبح العديد من الأطفال أكثر “صعوبة”. لذلك ليس من غير المألوف أن تتجنب بعض العائلات هذه الأطعمة، خاصةً الخضار. لذلك من الضروري جعلهم يغيرون رأيهم عن طريق اختبار خضراوات مختلفة وبأشكال مختلفة: نيئة، مطبوخة، في السَّلطات، كأعواد قابلة للمضغ. لكن بالنسبة للأطفال الأكثر تردداً، كشف فريق من الباحثين من جامعة ماستريخت، النقاب في المؤتمر الأوروبي للبدانة في ماستريخت بهولندا، عن خدعة يمكن أن تساعد كثيراً من الآباء. كشفت دراستهم أن الأطفال الصغار أكثر عرضة لتناول مزيد من الخضار إذا تمت مكافأتهم بطريقة مرحة بعد المحاولة على الأقل.
فرغم أن هذا البحث قد يبدو غير مجدٍ، فإنه مهم في الواقع، لأن الأكل الصحي اليومي يمكن أن يقلل من مخاطر السمنة وأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان. ومع ذلك، غالباً ما يتم الاحتفاظ بهذه العادة الجيدة المكتسبة في الطفولة وإعادة إنتاجها في مرحلة البلوغ. ولكن، كما يعلم كثير من الآباء، لا يحب الأطفال الصغار غالباً رؤية الخضراوات الخضراء على أطباقهم. من المهم البدء في تناول الخضراوات في سن مبكرة. يشرح الباحث بريت فان بيلكوم: “نعلم من الأبحاث السابقة أنه يتعين على الأطفال عادةً تجربة خضراوات جديدة من ثماني إلى 10 مرات قبل أن يعجبهم ذلك. لذلك قمنا بالتحقيق فيما إذا كانت مطالبتهم مراراً وتكراراً بتجربة الخضراوات ستجعلهم أكثر استعداداً لتناولها. أردنا أيضاً معرفة ما إذا كان تقديم مكافأة ممتعة سيُحدث فرقاً”.
“مكافأة الأطفال على تذوق الخضراوات تزيد من رغبتهم في تجربة أنواع مختلفة”.
لإجراء هذه الدراسة، شارك 598 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 1 و4 سنوات في دور الحضانة في ليمبورغ بهولندا، في برنامج “The Vegetable Box“. تم تقسيم المجموعة الأخيرة بشكل عشوائي إلى ثلاث مجموعات: خضراوات بمكافأة، وخضراوات بدون مكافأة، ومجموعة ضابطة بدون أي منهما. تذوق هؤلاء في المجموعتين الأوليين عدة خضراوات كل يوم لمدة ثلاثة أشهر، باستثناء أن الأطفال في مجموعة “المكافأة” حصلوا على مكافأة ممتعة غير غذائية، بعد ذلك مباشرة. تم قياس المعرفة بالخضراوات في بداية الدراسة ونهايتها، أظهر الباحثون 14 نوعاً مختلفاً من الخضراوات (الطماطم، والخس، والخيار، والجزر، والفلفل، والبروكلي، والقرنبيط، وما إلى ذلك) لكل طفل وسألوا عن عدد الأنواع التي يمكنهم تسميتها بدقة. بإضافة إلى ذلك، تم أيضاً قياس مدى استعدادهم لتذوق كل من هذه الخضراوات.
في بداية الدراسة ونهايتها، أتيحت الفرصة للأطفال لتذوق ستة أنواع من الخضراوات (الطماطم والخيار والجزر والفلفل والفجل والقرنبيط)، بينما قام الباحثون بحساب العدد الذي يرغبون في تذوقه. في الاختبار الأولي بالمجموعة الضابطة، يمكن للأطفال تحديد نحو 8 خضراوات، وبعد الاختبار ارتفع هذا الرقم إلى نحو 10. بالنسبة للمجموعتين الأخريين، في الاختبار التمهيدي، يمكن للأطفال تحديد نحو 9 خضروات ثم 11 منها. أما بالنسبة للاستعداد لتجربة الخضراوات، فقد كانت الدرجة القصوى 12 (تذوق الأطفال قضمة من ستة خضراوات مختلفة). خلال الاختبار التمهيدي، كانوا على استعداد لتجربة نحو 5-6 خضراوات في كل المجموعات. لكن في نهاية الدراسة، انخفض هذا المعدل في المجموعة الضابطة، وظل دون تغيير في مجموعة الأطفال الذين لم يحصلوا على مكافأة، وارتفع إلى 7 في أولئك الذين حصلوا على مكافأة .
وبالتالي يعتقد الفريق العلمي أن “تقديم الخضروات بانتظام للأطفال الصغار في دور الحضانة يزيد بشكل كبير من قدرتهم على التعرف على الخضراوات المختلفة. ولكن يبدو أن مكافأة الأطفال الصغار على تذوق الخضراوات تزيد من رغبتهم في تجربة خضراوات مختلفة”. وتؤكد في استنتاجاتها أهمية أن يكون نوع المكافأة الممنوحة للأطفال ممتعاً، ولكن ليس الطعام، مثل الحلويات، مع خطر حدوث آثار عكسية. تجدر الإشارة إلى أنه كما يذكرنا برنامج “Eat and Move“، فإن الأمر متروك أيضاً للوالدين ليكونوا قدوة في هذا المجال. في الواقع، يعد الأكل متعة مُعدية ويميل الأطفال إلى إعادة إنتاج السلوكيات التي يلاحظونها. “من خلال وضع مزيد من الخضراوات في قائمة العائلة، نخبر طفلنا بأننا نحب ذلك وهي طريقة لتحفيز الجميع”، يوصي هذا الأخير.