تختلف أنماط النوم من شخص لآخر، ولكن المتفق عليه أن النوم باكراً الأفضل للجهاز العصبي ولأعضاء الجسم والصحة بشكل عام، حتى يستطيع الجسم القيام بوظائفه الحيوية اليومية بشكل صحي. قد يؤدي السهر ليلاً للعديد من المشاكل التي أظهرت الدراسات أنها أسوأ بكثير مما نعتقد.
أظهرت الأبحاث السابقة أن السهر قد يؤثر سلباً على صحتنا. وجدت دراسة أجريت عام 2018 ونشرت في Chronobiology International أن البالغين في المملكة المتحدة الذين بقوا مستيقظين في وقت متأخر ليلاً لديهم خطر متزايد بنسبة 10% للوفيات لجميع الأسباب مقارنة بالذين يستيقظون مبكراً.
يقدم باحثون في دراسة جديدة عام 2022 مزيداً من الأدلة على الطرق التي قد يؤثر بها السهر لوقت متأخر على صحتنا، المنشور في “علم وظائف الأعضاء التجريبي” وجد اختلافات في التمثيل الغذائي بين أولئك الذين لديهم تفضيلات النوم المتأخرة.
استخدم فريق الدراسة بيانات المسح لتقسيم 51 مشاركاً بالغاً مستقراً إلى واحدة من مجموعتين: أولئك الذين لديهم نمط زمني مبكر (EC) أو نمط زمني متأخر (LC). أظهرت النتائج التي توصلوا إليها أن الذين يسهرون ليلاً قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري من النوع 2 وأمراض القلب والأوعية الدموية مقارنة بأولئك الذين لديهم نمط زمني سابق (عبر WebMD).
يستخدم كلا الفريقين مصادر مختلفة لحرق الطاقة
تم استخدام فئتي EC وLC لتقييم الاختلافات في مصادر حرق الطاقة عندما يكون المشاركون في حالة راحة، وكذلك عندما كانوا نشطين بدنياً، وفقاً للدراسة. كما تتبع فريق البحث مؤشرات النعاس أثناء النهار لدى المشاركين، مثل الانجراف للنوم أثناء مشاهدة التلفزيون أو في سيارة متوقفة.
أظهرت النتائج أن الذين يستيقظون مبكراً يميلون إلى أن يكونوا أكثر نشاطاً بدنياً أثناء ساعات الاستيقاظ ويحرقون المزيد من الدهون أثناء ممارسة الرياضة والراحة، وفقاً لتقرير WebMD. بدلاً من ذلك، يبدو أن الكربوهيدرات هي المصدر الرئيسي لحرق الطاقة لأولئك الذين لديهم نمط زمني آخر من السهر ليلاً. يشير هذا الاختلاف في مصادر الوقود إلى أن الأفراد الذين يقضون وقتاً متأخراً قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب أو السكري بسبب زيادة فرصة تراكم الدهون. ووجد الباحثون أيضاً أن الذين يستيقظون مبكراً كانوا أكثر حساسية لمستويات الأنسولين، لكن الذين يسهرون ليلاً لم يظهروا نفس الدرجة من الحساسية.
قال ستيفن مالين، كبير مؤلفي الدراسة، لصحيفة الغارديان في تصريح سابق: “التفسير المحتمل هو أن أولئك الذين لديهم نمط زمني متأخر يصبحون غير متوافقين مع إيقاعهم اليومي لأسباب مختلفة، ولكن العارض الأهم بين البالغين سيكون العمل”.