يعد الماء هو أساس الحياة لكل الكائنات الحية، وبالنسبة للإنسان فهو الأمر الذي لا يمكن الاستغناء عنه، فإذا اضطر الإنسان يمكن أن يظل بدون طعام لمدة تصل إلى شهرين، ولكن بالنسبة لشرب الماء لا يمكن لأي شخص أن يعيش بدون ماء أكثر من ثلاثة أيام فقط (عبر Medical News Today).
يتكون جسم الإنسان من 55% إلى 60% من الماء، ينظم تناول الماء درجة الحرارة وحركة المفاصل ويحمي الأنسجة التي تحتاج إلى ترطيب كامل، ويساعد في طرد الفضلات من الجسم (عبر Mayo Clinic ). الماء أساسي أيضاً لصحة البشرة والشعر، ويمكنه أيضًا منع رائحة الفم الكريهة، لا توجد سلبيات عندما يتعلق الأمر باستهلاك الماء والكثير منه.
ولكن على الرغم من أننا نميل إلى سماع أن ثمانية أكواب من الماء في اليوم هي ما يجب أن نشربه، إلا أن هذا ليس دقيقاً تماماً. يعتمد استهلاكنا من المياه وما هو الأفضل بالنسبة لنا على عدة عوامل بما في ذلك العمر.
ما هي كمية الماء التي يجب أن تشربها في الأربعينيات من العمر؟
بشكل عام إذا كنت امرأة فإن كمية المياه التي يجب أن تشربيها يومياً هي 91 أونصة (2.7 لتر)، بينما يجب أن يشرب الرجال 125 أونصة (3.7 لتر) يومياً (عبر كليفلاند كلينك ). لكن هذه مجرد متوسطات لا تأخذ بعين الاعتبار خصوصيات كل شخص كفرد. فعلى سبيل المثال كمية المياه التي تستهلكينها في الثلاثينيات من العمر لن تقلليها عندما يتعلق الأمر بالكمية التي يجب أن تشربيها في الأربعينيات من العمر، خاصة وأن عملية الأيض تبدأ في التباطؤ بمجرد أن يبدأ 40 في الزحف عليك.
تقول راشيل بيغون، أخصائية التغذية ومعلمة التغذية المسجلة، لصحيفة The Healthy: “هناك حاجة إلى الماء لكل وظيفة في الجسم، لذا فإن الحصول على ما يكفي مهم للحفاظ على كفاءة التمثيل الغذائي”.
“النصيحة العامة هي الحصول على ثمانية أكواب من الماء يومياً، ولكن قد تحتاجين أكثر أو أقل اعتماداً على النشاط البدني، وتكوين الجسم، والمناخ”.
كما تلاحظ “Medical News Today” أنه لا توجد كمية ثابتة من المياه يجب أن تشربها في الأربعينيات من العمر خارج التوصيات القائمة على الجنس المذكورة أعلاه. ومع ذلك هناك عوامل يمكن أن تؤثر على حياتك بمجرد أن تتجاوز الثلاثينيات من العمر والتي يجب أن يكون الجميع على دراية بها.
لماذا نحتاج إلى المزيد من الماء مع تقدمنا في السن؟
عندما نتقدم في العمر تحتاج أجسامنا إلى صيانة أكثر بكثير مما كانت عليه عندما كنا أصغر سناً، تتغير أجسامنا وأدمغتنا بطرق لم نتخيلها.
سبب مثير للاهتمام: لماذا نحتاج إلى استهلاك المزيد من الماء مع تقدمنا في العمر هو أن عطشنا يتضاءل (عبر ResearchGate). بطبيعة الحال يمكن أن يؤدي هذا إلى الجفاف، لذلك من المهم جداً التعود على شرب الكثير من الماء في الأربعينيات من العمر، لذلك بحلول الوقت الذي تكون فيه في الستينيات من العمر حتى لو لم تشعري بالعطش تكون هذه العادة غرست فيك.
في حين أن الفوائد الجسدية الإيجابية للمياه معروفة جيداً، فإن سبباً آخر لجعل شرب الماء على مدار اليوم أمراً روتينياً هو تأثيره على الصحة العقلية والحالات المزاجية.
“تظهر الدراسات أن أولئك الذين يشربون المزيد من الماء لديهم عقول أكثر صحة. غالباً ما تتباطأ قدراتنا المعرفية مع تقدمنا في العمر، وحتى الجفاف الطفيف يمكن أن يؤثر على قدرتنا على التفكير والعقل بشكل أكثر وضوحاً.. مع تقدمنا في العمر يعد الحفاظ على مستوى عالٍ من الروح المعنوية أمرًا ضروريًا؛ لأنه يساعدنا في التعامل مع الشيخوخة وجميع المشاكل التي قد تصاحبها. ومع ذلك يمكننا أن نرى كيف أن شرب الماء أمر لا يحتاج إلى تفكير”.
ما يتعلق به هو أن الماء ضرورة مطلقة عندما يتعلق الأمر بالحفاظ على عمل الجسم والعقل على أعلى مستوى. لا يهم إذا كان سن الأربعين لديك على بُعد 20 عاماً أو شهرين، فإن التعود على الترطيب المناسب الآن سيمنعك من الاضطرار إلى إجراء تغييرات جذرية عندما يأتي سن الأربعين.