هل سألتِ نفسكِ من قبل: هل أنتِ شخصية مرنة؟ هل الأخبار المزعجة تحطم يومك أم يُمكنكِ التخلص من آثارها النفسية بسهولة؟
وفقاً لدراسة جديدة لعام 2022، نُشرت في Frontiers in Aging Neuroscience أوضحت أن شخصيتك تحدد كيف يؤثر أسلوب حياتك على صحتك المعرفية مع تقدمك في العمر. فإذا كنتِ أكثر حساسية تجاه التقلبات في حياتك فأنت زهرة الأوركيد، والتي يُرمز بها لأصحاب الحساسية العالية، أما إذا لم تكن تهُزُّكِ الأحداث الإيجابية والسلبية في حياتك كثيراً فأنت هندباء، والتي يُرمز بها لأصحاب الحساسية المنخفضة، وهي مصطلحات في لغة علم النفس التطوري، حيث تُستخدم استعارات مجازية من الأزهار لوصف درجات الحساسية المختلفة.
تتبعت الدراسة 3530 شخصاً فوق سن الستين، وقياس ذاكرتهم في عامي 2012 و2016، كما نظر الباحثون في إثراء عوامل نمط الحياة مثل التمارين أو العمل التطوعي أو أخذ دروس. تشمل عوامل نمط الحياة ما إذا كان هؤلاء الأشخاص مدخنين، أو يعانون من ضغوط مالية، أو يعيشون حياة خاملة.
قسّم الباحثون المشاركين إلى خمسة مستويات، وفقاً لأدائهم الأصلي في اختبار الذاكرة، لمعرفة كيف أثرت عوامل نمط الحياة هذه على أي تغيير في إدراكهم بعد أربع سنوات. فإذا عانى شخص ما من مشاكل في السكن، وكان أداؤه الإدراكي منخفضاً بالفعل، فمن المرجح أن يظل هذا الشخص منخفضاً في الإدراك. كان من المرجح أن يعاني الشخص ذو الإدراك العالي في الأصل، والذي عانى من مشاكل في السكن، من تغير في الأداء الإدراكي. اعتبر الباحثون أن هذه المجموعات هي الأوركيد، ومع ذلك فإن أولئك الذين سُجلوا في المنتصف في اختبار الذاكرة، ولم يتأثروا بأي عوامل إثراء لنمط الحياة، كانوا من مجموعة الهندباء.
تؤثر عوامل نمط الحياة على الناس بشكل مختلف
أظهرت الدراسة أيضاً أن إثراء عوامل نمط الحياة مثل القراءة ولعب ألعاب الكلمات، واستخدام الكمبيوتر، والانخراط في نشاط بدني معتدل، يمكن أن تحسن الإدراك لدى الأشخاص في الفئات المعرفية العالية والمنخفضة. التدخين هو عامل استنزاف لنمط الحياة، ووُجد أنه يقلل من الوظيفة الإدراكية بين هؤلاء الأوركيد.
في بيان صحفي حول الدراسة قال الباحثون إن الاختلافات الشخصية يمكن أن تؤثر على فاعلية حلول نمط الحياة لكبار السن، بعبارة أخرى قد تكون الأوركيد أكثر عرضة للمؤثرات المتغيرة في البيئة، وتحتاج إلى مزيد من الممارسات المشجعة.
أوضحت إيما رودريغيز، طالبة الدكتوراه والباحثة في جامعة سايمون فريزر، أن “كبار السن أكثر هشاشة مثل الزهرة الرقيقة التي يمثلونها، وبالتالي هم عرضة للمبالغة في رد الفعل تجاه مشاكل الصحة والإسكان المستمرة، والأخبار المزعجة حول الاقتصاد أو الأوبئة العالمية”. من ناحية أخرى، فإن متقاعدي الهندباء أقل حساسية تجاه البيئة نسبياً، وأكثر قدرة على مقاومة التدهور في الظروف البيئية السيئة”.