تؤثر الإيقاعات اليومية على كل جانب من جوانب صحة الإنسان ورفاهيته، بما في ذلك مواعيد النوم، الجوع، التمثيل الغذائي، الهضم، مستويات الهرمونات، وظائف المخ، ودرجة حرارة الجسم، والحالة المزاجية.
فقبل اكتشاف الكهرباء كان الناس يعيشون وفقاً لدورات الشمس والقمر، يستيقظون عند شروق الشمس، وينامون عند غروب الشمس. لا تزال ساعتك الداخلية تحدد الوظائف الفسيولوجية والسلوكية المثالية أثناء النهار وأي العمليات تبدأ في الليل.
تؤثر أنماط النوم الطبيعية على الصحة البدنية والعقلية والعاطفية، وتقول اللجنة الأمريكية لمعهد وايزمان للعلوم “إن الاضطرابات في إيقاع الساعة البيولوجية يمكن أن تؤدي إلى انخفاض الإنتاجية والأرق واضطرابات المزاج، مثل الاكتئاب والحالات الصحية المزمنة مثل مرض السكري”.
ولكن هل يمكن أن تؤدي التغييرات في أنماط النوم إلى زيادة مخاطر الإصابة بسرطان الرئة؟
تربط دراسة جديدة اضطراب النظم اليومية بسرطان الرئة (عبر Healthline). وجدت دراسة في 2022، نُشرت في Science Advances، أن الأشخاص الذين عانوا من اضطراب منتظم في أنماط نوم الساعة البيولوجية الطبيعية لديهم مستويات مرتفعة من عامل الصدمة الحرارية 1 (HSF1)، وهو جين يشير إلى احتمال تطور سرطان الرئة.
يمكن أن تساعد الدراسات الباحثين على تطوير عقاقير الوقاية من سرطان الرئة
تشير دراسة الفئران إلى دراسات سابقة أخرى، تربط أيضاً بين أنماط النوم المتقطعة وزيادة خطر الإصابة بسرطان الرئة لدى كل من البشر والحيوانات. وتشير مؤسسة النوم إلى دراسات أُجريت على الحيوانات، أشارت إلى أن الحرمان من النوم يمكن أن يزيد من “تآكل وتلف” الخلايا، ما قد يؤدي إلى تلف الحمض النووي وإلى الإصابة بالسرطان. ومع ذلك فإن هذه الدراسات بعيدة كل البعد عن كونها نهائية.
فشلت دراسات أخرى في إظهار وجود صلة بين مدة النوم أو الجودة مع العديد من أنواع السرطان، بما في ذلك دراسة أُجريت عام 2014 على 21026 طبيباً أمريكياً نُشرت في المجلة الصينية لسرطان الرئة. نظرت هذه الدراسة في عدد ساعات النوم التي تم الإبلاغ عنها فيما يتعلق بحدوث سرطان الرئة بين المجموعات. لم تجد النتائج أي علاقة بين مدة النوم أو توقف التنفس أثناء النوم وخطر الإصابة بسرطان الرئة. ومع ذلك إذا أمكن إثبات وجود صلة بين انقطاع النوم وسرطان الرئة في التجارب البشرية المستقبلية، فإن دراسة الفئران الأخيرة يمكن أن تساعد الباحثين على تطوير علاجات مبكرة لمنع تطور سرطان الرئة.