Warning: Undefined array key "instagram" in /var/www/html/wp-content/plugins/miniorange-login-openid/class-mo-openid-login-widget.php on line 655

The Lady Company

يجب الاعتراف بأن العنف ضد المرأة ينبع من التمييز بين الجنسين، وعدم المساواة بين الرجل والمرأة. لا يمكننا أن نأمل في تقليله دون مراعاة السياق العام الذي تتطور فيه المرأة، وضرورة احترام حقوقها الأساسية بشكل عام.

علاوة على ذلك، يجب أن تكون الاستجابة لمواجهة العنف ضد المرأة شاملة. يجب أن نمنع الضحايا ونحميهن ونساعدهن ونضمن حمايتهن في المستقبل. يجب تجريم العنف ضد المرأة، وتحديد مرتكبي هذا العنف وتقديمهم إلى العدالة. أخيراً، يجب أن نحارب الإفلات من العقاب.

Women lie on the ground with sheets with the names and ages of women killed in 2022. (Photo by Alain Pitton/NurPhoto via Getty Images)

إن إنهاء العنف ضد المرأة ليس مسؤولية شخص واحد أو ممثل أو مجموعة. يتطلب تحقيق التغيير الدائم عملاً جماعياً يلعب فيه كل فرد دوراً. يجب أن يشارك الجميع، رجالاً ونساء، من البلدان المتقدمة والنامية، وممثلو الحكومات والبرلمانات والسلطة القضائية وموظفو إنفاذ القانون والمجتمع المدني والقطاع الخاص والمنظمات الدولية.

لكن لا يوجد حل واحد أو طريقة واحدة لإنهاء العنف ضد المرأة ، وهذا هو الهدف الذي يجب تحقيقه. على العكس من ذلك، هناك مقاربات مختلفة تعكس تنوع المواقف والتجارب الوطنية.

الأولويات الست الموضحة أدناه ليست قائمة شاملة بأفضل الممارسات للبرلمانات، ومع ذلك، فقد تم تحديدها على أنها العناصر والاستراتيجيات الرئيسية التي من المحتمل أن تقلل من العنف ضد المرأة خلال المؤتمر الدولي للاستجابة البرلمانية للعنف ضد المرأة، الذي عُقد في جنيف في ديسمبر/كانون الأول 2008، تحت رعاية الاتحاد البرلماني الدولي.

Women from the collective NousToutes organized a die-in Toulouse against feminicides, sexual violence and patriarchy. Women read the names of all women killed in 2022 by men. October 22th 2022. (Photo by Alain Pitton/NurPhoto via Getty Images)

الأولوية 1: تمرير قوانين جيدة

لمحاربة العنف ضد المرأة، يجب أن نبدأ بوضع إطار قانوني ملائم. هذه أولوية تقع في المقام الأول على عاتق البرلمانيين.

أولاً، أصدرت العديد من الدول بالفعل قوانين بشأن العنف ضد المرأة، بعضها لديه قانون عام، والبعض الآخر لديه قوانين مختلفة لمكافحة العنف، وفي الحالة الأخيرة، من المهم التأكد من تنسيقها.

ثانياً، يجب أن تتضمن القوانين المتعلقة بالموضوع عدة عناصر أساسية. يجب أن يدركوا أن العنف ضد المرأة هو شكل من أشكال التمييز بين الجنسين، وأن آثاره على المرأة يمكن أن تختلف باختلاف المجموعات التي ينتمون إليها. كما ينبغي أن تكون شاملة، وتتضمن أحكاما لمنع العنف ضد المرأة، وتوفر الحماية والدعم للناجيات، ومقاضاة الجناة ومعاقبتهم. من المهم أن يكون المنع مكرساً صراحة في القانون.

ثالثاً، يجب أن تكون القوانين قائمة على الأدلة. كما يجب أن تأخذ في الاعتبار الحقائق الوطنية وتخدم مصالح الجميع، بما في ذلك النساء الريفيات والمهمشات. كما يجب أن تولي اهتماماً خاصاً للنساء في حالات الضعف أو الأزمات (النساء اللائي يعشن في مناطق النزاع، والمهاجرات، وضحايا الاتجار، وتجارة الجنس، وما إلى ذلك).

رابعاً، يجب أن تنص القوانين أيضاً على آليات مثل اعتمادات الميزانية، وإنشاء آلية مؤسسية محددة لمراقبة وجمع البيانات الإحصائية.

خامساً، يجب مراقبة القوانين وتعديلها بانتظام؛ لتعكس الحقائق الجديدة، وسد الثغرات أو تصحيح أوجه القصور.

سادساً، يجب أن تتوافق التشريعات الوطنية مع المعايير الدولية التي التزمت البلدان بدعمها ، مع التركيز بشكل خاص على الصكوك الدولية لحقوق الإنسان مثل اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة؛ حول نتائج لجنة الأمم المتحدة للقضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، بشأن قراري مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة 1325 و1820؛ والصكوك الإقليمية لمناهضة العنف ضد المرأة.

الأولوية 2: ضمان تنفيذ القوانين

إذا كانت القوانين ضرورية، فهي ليست كافية، لأنه غالباً ما تكون هناك فجوة بين المساواة بحكم القانون والمساواة الفعلية، بين القانون وتطبيقه الفعال. كما أن الأمر متروك للبرلمانيين لسد هذه الفجوة؛ لأن لديهم القدرة على مراقبة تطبيق السياسات والبرامج، والتأكد من أنها تلبي المعايير والأهداف المحددة.

أولاً، يجب أن يضمن البرلمانيون، من خلال سلطاتهم المتعلقة بالميزانية، أن الأموال المخصصة تتناسب مع الأولويات المنصوص عليها في القانون والسياسات الوطنية بشأن العنف ضد المرأة. يمكن أن تساعد الميزانية المراعية للمنظور الجنساني في هذا الصدد. ومن شأن تقدير التكاليف التي يستتبعها تطبيق القانون أن يجعل من الممكن أيضاً إبراز شروط التطبيق السليم.

ثانياً، يجب أن يتمتع البرلمانيون بإمكانية الوصول إلى بيانات شاملة، مصنفة حسب الجنس، واستخدام المؤشرات والأهداف لتقييم تأثير القوانين. يجب على البلدان تطوير القدرات الإحصائية وعدم التردد في استخدام الأدوات التي صممها المجتمع الدولي في هذا المجال.

ثالثاً، يجب على البرلمانيين استخدام الآليات البرلمانية القائمة (مثل اللجان البرلمانية) أو إنشاء هيئات برلمانية جديدة مهمتها تحديداً مراقبة تنفيذ القوانين المتعلقة بالعنف ضد المرأة. يجب أن تتمتع هذه الهيئات بالموارد الكافية والدعم وأن تتمتع بسلطة التأثير على عمل البرلمان.

رابعاً، يجب علينا أيضا تعزيز إنشاء آليات محددة مشتركة بين المؤسسات وأن يجلس البرلمانيون في هذه الهيئات من أجل تحسين المراقبة السياسية.

خامساً، يجب ألا يتردد البرلمانيون في استخدام كل سلطاتهم لمراقبة تطور العنف ضد المرأة في بلادهم. يجب أن يحاسبوا الحكومة بانتظام على إنفاذ القانون، وألا يخافوا من طرح الأسئلة الصعبة. يجب عليهم أيضاً العمل بالتعاون مع هيئات مستقلة مثل خدمات التدقيق أو مكتب أمين المظالم.

سادساً، يجب على البرلمانيين التعاون مع الجهات الفاعلة في المجتمع المدني وتشجيعهم على القيام بدور فعال في القضاء على العنف ضد المرأة.

الأولوية 3: التثقيف والتوعية

لن يكون هناك تقدم حقيقي دون تغيير في العقليات والعادات الاجتماعية ودون وعي بحقوق المرأة والعنف الذي تعاني منه. بصفتهم قادة رأي وسياسيين، يجب على البرلمانيين أن يكونوا قدوة يحتذى بها.

أولاً، يبدأ التغيير عند الولادة. يجب أن يبدأ تعليم الأطفال، الأولاد والبنات، في مجال حقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين في سن مبكرة. يجب مراجعة مواد التدريس والتعلم المستخدمة في المدارس حتى لا تنقل الصور النمطية. يجب أن تكون العائلات واحدة من الجمهور المستهدف لأنشطة التوعية بحقوق المرأة وتحدي الصور النمطية الاجتماعية. كما يجب أن يركز تعليم الوالدين بشكل أكبر على حقوق المرأة.

ثانياً، للحصول على الآثار المقصودة، يجب أن تكون القوانين معروفة ومفهومة. لذلك يجب أن يقترن الإصلاح التشريعي بحملات توعية وتثقيف المرأة حول حقوقها. يجب أن تستهدف الحملات الرجال والفتيان أيضا. لذلك يجب ألا يتردد البرلمانيون في التحدث علانية وشرح القوانين وتشجيع وسائل الإعلام والجمعيات والقطاع الخاص وغيرهم على المشاركة في برامج التعليم العام. يجب أن تكون القوانين سهلة الوصول إليها وترجمتها إلى اللغات المحلية.

ثالثاً، يجب تصميم برامج التدريب والتعليم لموظفي إنفاذ القانون، وخاصة القضاة والشرطة. لذلك يجب على البرلمانيين التأكد من تصميم برامج محددة لهم وتزويدها بالأموال الكافية.

رابعاً، إطلاق حملات توعية للفت الانتباه والتوعية بالعنف ضد المرأة. يجب ألا يتردد البرلمانيون في دعم أو حتى إطلاق حملات وطنية حول هذا الموضوع. لا تتردد في الاستفادة من الحملات الحالية مثل حملة الشريط الأبيض أو حملة الأمين العام للأمم المتحدة للقضاء على العنف ضد المرأة.

الأولوية 4: بناء الشراكات

لن يكون هناك تقدم إلا إذا عملت جميع الأطراف معا لتحقيق المساواة وإنهاء العنف ضد المرأة. يجب أن يمثل البرلمانيون جبهة موحدة. من المهم الحفاظ على الاتصال وتشكيل تحالفات مع الجهات الفاعلة الأخرى على جميع المستويات، من المحلية إلى الدولية.

أولاً، يعتمد التقدم بشكل حاسم على الشراكة بين الرجل والمرأة. يجب وضع برامج ومبادرات لإشراك الرجال في مكافحة العنف ضد المرأة وتزويدهم بالأموال الكافية. يجب أيضاً تشجيع الرجال على النضال من أجل القضاء على هذا العنف، وكسب الرجال الآخرين لهذه القضية وتغيير العقليات والأدوار الاجتماعية. يجب تقدير مشاركة الرجال وإبرازها. يجب أن تدور النقاشات حول الذكورة ودور الرجل في المجتمع.

ثانياً، يجب أن يساهم البرلمانيون في تكوين إجماع وطني حول ضرورة جعل القضاء على العنف ضد المرأة أولوية. يجب أن يبدأ هذا العمل في برلماناتهم. يجب عليهم تشكيل تحالفات عبر الأحزاب لدعم المبادرات المتخذة لإنهاء هذا العنف. يجب عليهم أيضاً التعاون مع الجهات الفاعلة الأخرى، ولا سيما المنظمات الشعبية ومنظمات المجتمع المدني.

العنف ضد المرأة
(Photo by Alain Pitton/NurPhoto via Getty Images)