لا يزال وقت الشاشة ظاهرة جديدة نسبياً، حيث بدأت الدراسات للتو في استكشاف تأثيره على نمو أدمغة الأطفال (عبر جمعية علم النفس الأمريكية). في حين أن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات طويلة المدى لفهم كيفية تأثير استخدام الهواتف والأجهزة اللوحية والشاشات الأخرى على الصحة العقلية للأطفال، وجدت دراسة نُشرت عام 2022 في مجلة صحة المراهقين صلة بين وقت الشاشة واضطراب الوسواس القهري، في سن المراهقة على مدى عامين.
اضطراب الوسواس القهري (OCD) هو حالة صحية عقلية تتمثل في الوساوس والدوافع التي تسبب الضيق وتعطل الحياة اليومية، وتستغرق أكثر من ساعة في اليوم، وفقاً لجمعية الطب النفسي الأمريكية. في اضطراب الوسواس القهري تصبح الأفكار المهووسة تدخلية ولا هوادة فيها، وقد يكون من الصعب منع نفسك من امتلاكها. يمكن أن يكون من الصعب إيقاف السلوكيات القهرية، وقد تشعر بالضيق إذا لم تكن قادراً على إكمالها. تتضمن أمثلة الوساوس الأفكار الجنسية المزعجة والمخاوف من التلوث، ومن أمثلته غسل اليدين المتكرر أو فحص الأقفال. يبدأ اضطراب الوسواس القهري عادةً في مرحلة الطفولة أو المراهقة، ويؤثر على 2-3% من السكان الأمريكيين.
الأوقات الصحية لوقت الشاشة للأطفال في الأعمار المختلفة
توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بأن الأطفال الذين تقل أعمارهم عن عامين ليس لديهم وقت أمام الشاشة على الإطلاق، باستثناء مكالمات الفيديو. يجب ألا يحصل الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2-5 سنوات على أكثر من ساعة واحدة للشاشة في أيام الأسبوع، و3 ساعات في أيام عطلة نهاية الأسبوع. لا توجد إرشادات للأطفال الذين تزيد أعمارهم عن 6 سنوات.
ألعاب ومقاطع الفيديو وخطر الوسواس القهري
في الدراسة الجديدة حلل الباحثون بيانات من 9208 أطفال في دراسة التطور المعرفي لدماغ المراهقين (ABCD). أكمل الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 9 و10 سنوات، دراسة استقصائية حول استخدامهم لأنواع مختلفة من الشاشات في بداية الدراسة. بعد ذلك بعامين تم تقييم الأطفال من أجل الوسواس القهري باستخدام أداة تشخيصية تسمى جدول كيدي للاضطرابات العاطفية والفصام (KSADS-5). وجد الباحثون أن الأطفال الذين لعبوا ألعاب الفيديو وشاهدوا مقاطع الفيديو كانوا أكثر عرضة للإصابة بالوسواس القهري (حسب Healthline).
لكل ساعة من ممارسة ألعاب الفيديو يومياً، زادت احتمالية الإصابة بالوسواس القهري بنسبة 15%. كل ساعة أخرى من مشاهدة مقاطع الفيديو، مثل YouTube زادت هذه المخاطر بنسبة 11%. قال الدكتور جيسون ناجاتا، المؤلف الرئيسي للدراسة والأستاذ المساعد في طب الأطفال في جامعة كاليفورنيا سان فرانسيسكو، إن الأطفال أبلغوا عن شعورهم بعدم القدرة على التوقف عن ممارسة ألعاب الفيديو، حتى عندما يريدون ذلك، ما قد يؤدي إلى الهواجس أو الإكراه. كان لمقاطع الفيديو على YouTube تأثيرات قهرية مماثلة، ما جعلها أكثر صعوبة بسبب الخوارزميات والإعلانات. ومع ذلك وجد الباحثون أن مشاهدة التلفزيون التقليدية لا تزيد من خطر الإصابة بالوسواس القهري، ربما لأنها ليست مركزة، ولديها برامج محدودة أكثر.
بينما أظهرت الدراسة ارتباطاً محتملاً فقط بين وقت الشاشة والوسواس القهري، لا يزال من المهم مساعدة الأطفال على استخدام الشاشات بشكل صحي. وفقاً لجمعية علم النفس الأمريكية، قد يكون من المفيد مشاركة الوسائط مع أطفالك، والتحدث معهم حول ما يشاهدونه، وتنفيذ الحدود عند الحاجة.