يعد تساقط الشعر أمراً طبيعياً في دورة نمو الشعر، ففي المتوسط يمكن أن يفقد الشخص من 25 إلى 100 شعرة يومياً، ثم تُنتج بصيلات الشعر شعراً جديداً ليحل محلَّ الشعر المفقود، وتتكرر هذه العملية بشكل مستمر طوال حياة الشخص، ولكن إذا تجاوز تساقط الشعر هذه الكمية الطبيعية، وأدى إلى ظهور بقع فارغة أو صلعاء، فقد يشير ذلك إلى حالة أكثر خطورة.
يعتقد بعض الناس أيضاً أن الحالات المَرضية، مثل السُّكري، يمكن أن تتسبب في تساقط الشعر. فمرض السكري هو حالة مرضية مزمنة، لا يستطيع فيها الجسم إنتاج الأنسولين أو استخدامه بفاعلية، وهو هرمون يُنظم مستويات السكر في الدم (عبر عيادة كليفلاند)، ووفقاً للعيادة هناك نوعان رئيسيان من مرض السكري: النوع 1، والنوع 2.
مرض السكري من النوع الأول هو مرض مناعي ذاتي، يُهاجم فيه الجهاز المناعي الجسم ويُدمر خلايا البنكرياس التي تُنتج الأنسولين، أما السكري من النوع الثاني فهو الأكثر شيوعاً بين المرضى، ويحدُث عندما يصبح الجسم مقاوماً للأنسولين، أو عندما لا يتمكن البنكرياس من إنتاج ما يكفي من الأنسولين، لتنظيم مستويات السكر في الدم بشكل فعال.
إذا كنتِ تعانين من تساقط الشعر، وتعتقدين أنه ناتج عن مرض السكري، فمن المهم استشارة الطبيب، خاصةً إذا كان مفاجئاً. يمكن لطبيبك تحديد سبب تساقط شعرك والتوصية بالعلاج المناسب.
هل هناك علاقة بين مرض السكري وتساقط الشعر؟
يبدو أن هناك صلةً بين مرض السكري وتساقط الشعر، فيمكن أن تؤثر مستويات السكر المرتفعة في الدم سلباً على دورة نمو الشعر، وهو ما يؤدي إلى فقدان المزيد من الشعر أكثر من المعتاد أو إعادة نموه بشكل أبطأ، ويمكن أن يتسبب مرض السكري غير المتحكَّم فيه أيضاً في تلف الأوعية الدموية، التي تزوّد بصيلات الشعر بالمغذيات والأوكسجين، وهو ما قد يُسهم في تساقط الشعر.
تشير بعض الأدلة أيضاً إلى أن الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الأول قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالثعلبة البقعية، وهو اضطراب في المناعة الذاتية، ما يعني أنه ناتج عن مشكلة في جهاز المناعة في الجسم.
فالأشخاص الذين يعانون من داء الثعلبة، يهاجم جهازهم المناعي عن طريق الخطأ بصيلات الشعر الصحية، وهو ما يؤدي إلى تساقط الشعر، وفقاً لجمعية الأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية، ونتيجة لذلك يمكن أن يتساقط الشعر، مخلّفاً بقعاً مستديرة، وهو ما يؤدي في النهاية إلى ظهور بقع صلعاء بفروة الرأس واللحية والحاجبين، ومناطق أخرى ينمو فيها الشعر.
كيف يتم علاج تساقط الشعر الناتج عن مرض السكري؟
غالباً ما يتضمن علاج تساقط الشعر الناجم عن مرض السكري التحكم في الحالة الأساسية، والتي عادةً ما تكون ارتفاع مستويات السكر في الدم. يجب استشارة طبيب السكري، أو طبيب أمراض جلدية لتحديد العلاج الأنسب. قد تعتمد أفضل طريقة على ظروفك ومدى تساقط الشعر.
يعد الحفاظ على التحكم الجيد في نسبة السكر في الدم أمراً بالغ الأهمية، ويمكن تحقيقه باتباع نظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة بانتظام، وتناول الأدوية الموصوفة وفقاً لتوجيهات الطبيب. وفقاً للأكاديمية الأمريكية لجمعية الأمراض الجلدية، قد يُنصح باستخدام المكملات للمساعدة في إبطاء تساقط الشعر، إذا تبين أنك تعاني من نقص في أية فيتامينات.
في بعض الحالات قد يُوصى باستخدام الأدوية المضادة للالتهابات، مثل الكورتيكوستيرويدات، وفي حالات أخرى يمكن وصف أدوية تساقط الشعر، مثل المينوكسيديل، فالمينوكسيديل هو دواء موضعي، يُستخدم عادةً لعلاج تساقط الشعر. وقد يوصي طبيب الأمراض الجلدية أيضاً بعلاجات أخرى للمساعدة في تحسين نمو الشعر.