تتغير حياة كل أم بعد الولادة، فربما يكون من الصعب الحصول على ساعات نوم متواصلة، ويقل عدد مرات الاستحمام في فترات متباعدة. يتحول تخصيصك لوقتك ومهامك للعناية بالصغير الذي يستحوذ على عقلك ووقتك واهتماماتك، قد تصبح حياتك الاجتماعية أقل ازدحاماً بقليل، من المحتمل أن يشعر قلبك بالامتلاء قدر الإمكان، وللأسف كذلك مثانتك فالإصابة بسلس البول بعد الحمل أمر محتمل بنسبة كبيرة.
لقد أجرى جسمك قدراً كبيراً من التغيير لاستيعاب جنينك الصغير الجديد في الرحم، وبالنسبة لكثيرات، قد يعني ذلك الاضطرار إلى التعامل مع سلس البول بعد الولادة. يتميز سلس البول بالتبول اللاإرادي، وهو أحد الأعراض التي يعاني منها ما يصل إلى 40% من الأمهات أثناء أو بعد الحمل (وفقاً لجامعة كولورادو).
في حين أن التسرع في الذهاب إلى المرحاض والقلق بين زيارات الحمام قد يكون محرجاً بعض الشيء، إلا أنه من الأعراض الطبيعية للحمل والولادة. سنلقي نظرة على سبب حدوث سلس البول وما يمكنك فعله لمنعه.
لماذا يحدث سلس البول في الأساس؟
إن نمو جنين صغير عمل شاق، لذا فليس من المستغرب أن يكون له تأثير سلبي على الجسم. قد تعاني العديد من النساء من سلس البول الإجهادي أثناء الحمل أو بعد الولادة، وهو نوع من سلس البول ينجم عن أفعال مثل السعال أو الضحك أو المجهود البدني، بحسب “كليفلاند كلينك”.
هذا لأن المثانة، التي تقع تحت الرحم مباشرة، تستجيب لضغط طفلك الذي ينمو عن طريق التسطيح قليلاً. مع وجود مساحة أقل لحبس البول، قد يجد كثير من الناس أنه يتعين عليهم استخدام الحمام بشكل متكرر أثناء الحمل. بالنسبة لمعظم السيدات، يتوقف هذا بعد أسابيع قليلة من ولادة الطفل. ومع ذلك، يمكن أن تستمر هذه الأعراض لمدة تصل إلى عام بالنسبة لـ5% من الآباء أثناء الولادة (وفقاً لـUCLA Health ).
عندما ينمو الطفل في بطنك، يمكن أن يؤدي الوزن الزائد أيضاً إلى إضعاف عضلات قاع حوضك، مما يسمح بمرور البول أثناء الحمل. يمكن أن تعاني هذه العضلات نفسها أيضاً من الإجهاد المفرط في أثناء عملية الولادة خاصةً الولادة الطبيعية، مما قد يجعل عضلاتك أضعف من أن تؤدي وظيفتها (وفقاً لجامعة كولورادو).
علاوة على ذلك، في أثناء الولادة، قد تعاني بعض النساء من تلف الأعصاب في المثانة أو المستقيم أو قاع الحوض، أو تغير في المثانة أو الإحليل، أو تمزق في عضلات قاع الحوض، وكل ذلك يمكن أن يسهم في التبول (وأحياناً البراز) وسلس البول.
عوامل خطورة الإصابة بسلس البول وكيفية الوقاية منه
يكون سلس البول التالي للوضع أكثر احتمالاً بكثير لدى أولئك اللاتي عانين أيضاً من سلس البول أثناء الحمل. ومع ذلك، يمكن أن تلعب الظروف المحيطة بالولادة دوراً أيضاً (وفقاً لجامعة كولورادو).
المرضى الذين يمرون بولادة طويلة والذين يحتاجون إلى استخدام ملقط للمساعدة في ولادة الطفل أكثر عرضة للإصابة بهذه الأعراض. تعتبر الإصابة بسلس البول بعد الولادة أكثر شيوعاً أيضاً لدى من لديهن مؤشر كتلة جسم أعلى (BMI)، وكذلك لدى أولئك اللاتي يحتفظن بوزن زائد بعد ولادة الطفل.
كشف المركز الوطني للصحة أيضاً، أن الولادات الطبيعية أكثر عرضة بنسبة 50% للإصابة بسلس البول مقارنة بالولادة القيصرية.
لحسن الحظ غالباً ما يمكن تحسين سلس البول ببعض التعديلات السهلة على روتينك اليومي:
يمكن أن يساعد تجنب مهيجات المثانة مثل الكافيين والأطعمة الغنية بالتوابل.
قد يستفيد المرضى أيضاً من الحفاظ على نظام غذائي صحي ووزن مريح، مما يمكن أن يحسن بشكل كبيرٍ أعراض سلس البول (وفقاً لجامعة كولورادو).
يمكن أن يكون وضع مثانتك على خطة تمرين مفيداً أيضاً. كل ما عليك فعله هو تحديد موعد لزيارات الحمام الخاصة بك لفترة قصيرة، وإطالة مقدار الوقت بينهما تدريجياً. سيسمح ذلك لعضلات مثانتك باستعادة قوتها.
بالحديث عن قوة المثانة، إذا كنت تعانين من سلس البول بسبب ضعف عضلات الأرضية، فقد حان الوقت لبدء ممارسة تمارين كيجل. في بعض الحالات، قد يفيدك حتى أن تري معالجاً فيزيائياً لقاع الحوض، وأخيراً عليك التعامل مع المشكلات الصحية التي تعانين من آثارها بعد رحلة الحمل الطويلة والولادة المرهقة بهدوء وصبر.