يعاني أكثر من مليار شخص في جميع أنحاء العالم من الصداع النصفي، وهو صداع شديد وطويل الأمد، وغالباً ما يكون مصحوباً بالغثيان والقيء والحساسية الشديدة للضوء، وفقاً لموقع (Migraine.com). في حين أن الصداع النصفي يمكن أن يؤثر على أي شخص، تشير التقديرات إلى أن 70% من الأشخاص الذين يعانون منه هم من النساء (حسب كليفلاند كلينك).
لاحظت ما يقرب من اثنتين من كل ثلاث نساء مصابات بالصداع النصفي، أن الأعراض تأتي دائماً في نفس الوقت تقريباً من الشهر “وقت الحيض” (وفقاً لمؤسسة الصداع النصفي الأمريكية). ويختلف عن الصداع النصفي المنتظم، والصداع النصفي أثناء الدورة الشهرية، والذي يحدث دائماً ما بين اليومين السابقين لبدء الحيض واليوم الثالث من الدورة الشهرية.
العلاقة بين الهرمونات والصداع
في حين أن الصداع النصفي المعروف يحدث غالباً بسبب عوامل مثل الإجهاد، والعوامل البيئية، والوراثة، فإن الصداع النصفي أثناء الدورة الشهرية يحدث بسبب التقلبات في الهرمونات.
المشتبه به الرئيسي في حالة الصداع النصفي أثناء الدورة الشهرية هو هرمون الاستروجين، رغم أن الهرمونات الأخرى مثل البروجسترون قد تلعب دوراً. في الأيام التي تسبق الحيض تنخفض مستويات هرمون الاستروجين بشكل كبير، للسماح بسفك بطانة الرحم. على مدى عقود، أدرك المجتمع الطبي أن هذا الانخفاض هو المسؤول عن الصداع، لكنهم لم يتمكنوا من معرفة سبب انخفاض الإستروجين، ما يعني المزيد من الصداع النصفي، وفقاً لـ(Medical News Today).
ومع ذلك، في دراسة جديدة نُشرت في مجلة Neurology، توصل الباحثون إلى اكتشاف يضيف طبقة جديدة إلى المعادلة. وفقاً للدراسة، في نفس الوقت تقريباً الذي تبدأ فيه مستويات هرمون الإستروجين في الانخفاض، تبدأ كمية الببتيد المرتبط بجين الكالسيتونين (CGRP) في نظامنا في الزيادة. وقد يكون هذا المستوى المرتفع من CGRP هو المسؤول عن الصداع النصفي.
دور “CGRP” في الصداع النصفي أثناء الدورة الشهرية
CGRP هو بروتين تم إنشاؤه وإطلاقه بواسطة الأعصاب الحسية المرتبطة بحدوث الصداع النصفي (وفقاً للمراجعات الفسيولوجية). يمكن أن يكون لـCGRP تأثير عميق على الدماغ، ما يتسبب في تمدد الأوعية الدموية المحيطة، وهو ما يؤدي بدوره إلى حدوث التهاب شديد في السحايا والغشاء الواقي للدماغ، وفقاً لـ(EMedicine Health). بالنسبة لكثير من الناس يؤدي هذا إلى الإصابة بالصداع النصفي.
وباستثناء النساء في سن اليأس والنساء اللائي يستخدمن تحديد النسل، وجدت دراسة 2023 في طب الأعصاب، أن النساء اللواتي عانين من الصداع النصفي أثناء الدورة الشهرية لديهن مستويات أعلى بكثير من CPRG في نظامهن، مقارنةً بأولئك اللواتي لم يعانين من الصداع النصفي.
لا يزال الباحثون غير متأكدين من سبب انخفاض مستويات هرمون الإستروجين، وتسببه في زيادة كمية CGRP التي يتم إطلاقها في الجسم، ومع ذلك قالت طبيبة الأعصاب، الدكتورة شازيا أفريدي، لمجلة Medical News Today، إنه نظراً لأن نفس الخلايا العصبية التي تنتج CGPR تحتوي أيضاً على مستقبلات هرمون الإستروجين، فإن نتائج الدراسة قد توجه الباحثين في الاتجاه الصحيح.