في عام 2019، استخدم ما يقرب من 10% من البالغين الأمريكيين الاستشارات النفسية أو العلاج بالكلام كطريقة علاجية لحالات الصحة العقلية، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها. يمكن استخدام العلاج بالكلام، الذي يشار إليه أيضاً باسم العلاج النفسي، كبديل للأدوية أو جنباً إلى جنب معها في علاج اضطرابات الصحة العقلية الشائعة مثل القلق والاكتئاب (وفقاً للمعهد الوطني الأمريكي للصحة العقلية).
بينما يشير WebMD إلى أن العلاج النفسي بالكلام وحده قد لا يكون كافياً لعلاج الحالات الشديدة من المرض العقلي، إلا أنه يوصف بأنه أداة ممتازة لمساعدة الأشخاص على تحديد الضغوطات اليومية وإيجاد طرق صحية للتغلب على المشاعر الصعبة في الحياة، وذلك بمساعدة طبيب مدرب ومحترف.
لاحظ ما يقرب من 75% من الأشخاص الذين خضعوا للعلاج بالكلام أن حالتهم تظهر تحسناً ملحوظاً بعد العلاج (وفقاً لجمعية الطب النفسي الأمريكية)، لكن تحسين الشعور بالرفاهية قد لا يكون هو الفائدة الصحية الوحيدة التي يمكن أن يوفرها العلاج الحديث. تشير دراسة جديدة نُشرت الأسبوع الماضي في مجلة القلب الأوروبية، إلى أن العلاج النفسي قد يكون له أيضاً القدرة على تحسين صحة القلب.
حللت الدراسة بيانات ما يقرب من 637 ألف شخص شاركوا في خدمات العلاج النفسي، التي قدمتها خدمة الصحة الوطنية في المملكة المتحدة (NHS) بين عامي 2012 و2020. ووفقاً للدراسة، فإن أولئك الذين لاحظوا تحسناً في أعراض الاكتئاب لديهم بعد العلاج بالكلام، عانى أيضاً 12% من انخفاض في احتمالية الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية (CVD).
كيف يمكن أن يؤثر العلاج النفسي على صحة القلب؟
الأمراض القلبية الوعائية مصطلح واسع، يُستخدم لوصف مجموعة واسعة من الاضطرابات التي تؤثر على القلب والأوعية الدموية (بحسب منظمة الصحة العالمية). رغم أن الأمراض القلبية الوعائية هي السبب الأول للوفاة في جميع أنحاء العالم، تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن معظم أمراض القلب والأوعية الدموية يمكن الوقاية منها بالتغذية السليمة والتمارين الرياضية.
بينما سارعت المؤلفة الرئيسية للدراسة، سيلين إل باو، إلى الإشارة إلى أن النتائج التي توصلوا إليها لا تشير إلى تأثير سلبي، فقد كشفت أن الدراسة هي أول من أنشأ مثل هذا الرابط (وفقاً لتقرير US News & World Report). يقترح الباحثون أن انخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية قد يُنسب إلى ميل الناس لتناول الطعام بشكل أفضل، وممارسة الرياضة بشكل أكبر، مع تحسن أعراض الاكتئاب لديهم.
تشير النتائج إلى أن أولئك الذين تحسن اكتئابهم من خلال العلاج النفسي قد تعرضوا لخطر أقل للإصابة بمرض الشريان التاجي والسكتة الدماغية والوفيات الناجمة عن جميع الأسباب. علاوة على ذلك، كانت الفوائد أكبر بالنسبة للأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 60 عاماً، والذين شهدوا انخفاضاً بنسبة 15% في خطر الإصابة بأمراض القلب، وانخفاضاً بنسبة 22% في مخاطر الوفاة المبكرة لجميع الأسباب. لا يزال الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاماً يشهدون بعض التحسن، مع انخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 5%، وانخفاض خطر جميع أسباب الوفاة المبكرة بنسبة 14%.